الانتخابات طريقنا لإصلاح الواقع

نفخر بهذا الشعب الغيور على بلده

أكتوبر 17, 2025 - 18:52
 0
 الانتخابات طريقنا لإصلاح الواقع

الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

لليوم اتذكر تلك اللحظات عند اول مرة اشارك بالانتخابات، حيث كنت اشعر انني اقوم بفعل عظيمالروح الثورية تقودني نحو صناديق الانتخابات، لاختار من يمثلني بكل حريةلست وحدي من شملني هذا الاحساس، بل كانت الفرحة على وجوه كل الناس، فهم يرسمون مستقبل العراق، ويمكن ان نطلق عليها ثورة البنفسجرجال ونساء شيوخ وشباب، حتى الاطفال كانوا يسعون مع ذويهم لصبغ اصابعهم باللون البنفسجي، صرخة اعلان عن المشاركة في ثورة يكون الصوت هو الذي يبني العراق.

في يوم الانتخابات تفتح الأرض أبوابها أمام صوتٍ ينمو في عمق الصدور، يبدأ صغيرا ثم يزدهر ويدوي في افاق الكونهي ليست المشاركة مجرد خطوة خشنة على باب المكتب، بل هي همسة اجتماعية تقود القلوب إلى حضن المدينة، حيث يتقاطع الحلم بالحقيقة وتتلاقى الأصوات في نسيج واحد.

 همس الناخبين

أحاديث الساعين لإصلاح حال البلد كثيرة ومتشعبة وجميلة، عندما ننصت لها تجعلنا نفخر بهذا الشعب الغيور على بلده... دعوني أحدثكم عن تلك اللحظات.

اتذكر جيدا كلمة قالها لي جاري ابو علاء عندما سألته ذات مرة عن يوم الانتخابات.. فقال: "صدّقني يا أخي ان صوتي لا يغير العالم فجأة، لكنه يبدد ظلال اليأس من حوله". و"كل صندوق اقتراع يحمل وعداً بسيطاً"، و"فرصة أن تكون خطوتك نحو الصندوق زهرة في خريطة المستقبل". و"أن نرى ان مشاكلنا الحالية تزول بفعل اصرارنا على المشاركة بالتغيير""حين أشارك أشبه بمقاتل يخرج ليزيح الفساد بصوته ويجعل الحياة اجمل".

كانت كلماته كلام شاعر يعشق بلده حد الجنون، ويشعر بانه سيغير الكون عبر المشاركة برسم مستقبل البلد بواسطة الاختيار الحر الواعي.

اما كلمات حجي جبر الذي قارب الثمانين فمازالت مدوية في ذاكرتي.. حين قال: "نعم ان المشاركة هو الية الاصلاح الافضل""فعبر الاختيار الواعي لمن يمثلنا في الدورة النيابية القادمة، سيكون تعديل هنا وتغيير هناك للقوانين""إصلاح هنا وكشف المستور هناك""المشاركة هي من تجعل الاصلاح متاحا للشعب""إنا اعترفٌ بأن صوت الجماعة يكون أقوى من صوت الفرد، وأن بيننا ميثاقاً غير مكتوب يحثّنا على المساءلة والاحترام والتضامن".

ما يقوله حجي جبر يعبر عن ما ينبض به قلب كل عراقي، يحلم بمستقبل ساحر للأجيال القادمة.

 صباح يوم الانتخابات كفجر العيد

في صباح يوم الانتخاب، يتداخل الضوء مع وجوه الناس في الطرقات، الكل فرحة سعيدة مستبشرةتنظر للعيون، وتترجم إلى كلماتٍ، يسري صداها في المقاهي والمدارس والدوائر الحكوميةيفيض الحيّ بالحياةيوم لا يشبه ما قبلهحين يخرج الجميع إلى المحطة الانتخابية، لا بحثاً عن مكسبٍ شخصي فوري، بل عن درسٍ جماعي بأن الأمل لا يموتحين نقابله بمسؤوليةٍ حضارية ونتحرك بتصميم حر للانتخاب.

صباح الانتخاب يشبه تماما صباح العيد، حيث الكل في سعادة ونشاطالكل يتبادلون التهاني والتبريكات، والتفاؤل سمة الكل.

فما أجمل أن ندرك أن كل بطاقةٍ انتخابية ندخلها في صندوق الاقتراع تشبه قلم تُلامس صفحةً من كتب المستقبلصفحةٌ ستُسجل فيها القيم التي نريدها، والعدالة التي نسعى إليها، والكرامة التي نمنحها لبعضنا بعضاً.

فليكن صوتنا سفينةً صغيرة في بحرٍ واسع، تقودنا إلى شاطئٍ الامان، حيث نستطيع فيه أن نعيش كما نحلم.

 لنحقق حلم الأجيال السابقة

من ذلك الزمن القبيح تسبح الامنيات في السماء، هي امنيات لا تموت بل خالدة. حيث كانت الاجيال الراحلة تحلم بان تصنع الواقع عبر صناديق الاقتراع، وليس بواسطة "كلاشنكوف" الطاغية وزبانيته "الرفاق العفالقة العابثون بالحياة". الذي حول البلاد لسجن كبيرمازال صدى الازقة وهمس الشباب، بأن هناك يوم سيأتي ويصبح الانتخاب حرا نزيها. وعندها يسقط كل طاغية عبر صناديق الانتخاب، وليس بعمليات عسكرية وتدخل دوليكنا نحلم بانتخابات حرة تجري، ويتحرك الشعب ضد صدام، لنركله خارج أسوار البلاد، ونصفعه بأصواتنا الانتخابية، كي يرتاح العراق وشعبه من شيطنته. لكن لم يتحقق حلم الانتخابات الحرة في زمن ولد تكريت الأحمق.

كانَ الأجدادُ يزْرعونَ في الأرضِ تقاويمَ من حبرٍ ونجوم، ويزرعونَ في القلوبِ أملَ أن يأتيَ يومٌ يَؤْتي فيهِ كلُّ صوتٍ سليمٍ، صوتُ كلِّ مَن يملكُ فكرةً ومسؤوليةً تجاهَ الغدِ.

إن الانتخاباتُ هي حوارٌ طويلٌ مع الذاتِ ومع الآخرينِ، مع تاريخٍ عِطرٍ، ومع أفقٍ لم يتوقفْ عن التوهجِتصلُ الأصواتُ فيُقالُ إنّ التعددَ هو سيدُ الحقيقةِ، وإن الاختلافَ ليس عداءً، بل تكاملٌ يَهْدينا إلى صورةٍ أوسعَ من أقوالِ الشخصِ الواحدِ.

فدعونا نحقق حلم تلك الأجيال المحرومة، التي رحلت على الدنيا وهي تحلم بالفرصة المتاحة لنا.

 بصوتك تبني المستقبل

الاجيال تبحث عن العدل والخلاص من الفساد، وهذا الحلم يلمع مثل ضوء في بداية فجر جديد. وهو ممكن ان يصبح حقيقة بهمة الشعب المتوحدارادة تجتمع للتغيير، عبر صناديق الانتخابنشارك بحثا عن رد المظالمنشارك بصوتنا ونبني المستقبلصوت الناخبين الهادر ليس مجرد اهتزازات في الهواء، بل ثورة تربط الحاضر بالمستقبلحركة انقلاب سلمية ضد الفاسدين، عبر حق دستورينافذة تفتح على الغد لتجعل كل احلامنا حقيقةنشارك بالانتخابات كي لا يعود لنا امثال صدام وزبانيته بالزي الزيتوني، ليتحكموا في حياتنايجب ان نشارك كي نحافظ على العدل والأمل.

ثبات المستقبل يقاس بقدرتنا على استغلال صوتنا في تغيير الواقع. فلا نفرط بالفرصة التي أعطاها لنا الدستور، ونذهب مبكرين لنكون اول من يضع خطوة للمستقبل.

فَليَكُنْ صوتُكِمُ يا شركاء الوطن واحباء الحياة، شهادةَ حياةٍ تتَّحدُ في كلماتٍ قليلةٍ، ولكنها عُمرٌ كاملٌ من المسؤوليةِ والوعيفالصوتُ الانتخابي ليسَ مجردَ حركةٍ ورقة توضع في صندوقٍ، بل هو عمل واعي للتمسك بالأملِويَصْنعُ من الحاضرِ جسراً يصلُ ما بينَ ما كانَ وما يُرادُ أنْ يكونكما نحلم ليكون واقعا، حيث المستقبلٌ الذي يَنبضُ بالعدلِ، وكرامةٍ تتسعُ للجميعِ. وكل هذا يكون واقعا عبر الصوت الواعيفصوتك يبني المستقبل.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0