إنتهت اللعبة

 بكاء الوليد وابتسامة الراحل

سبتمبر 3, 2025 - 14:41
 0
إنتهت اللعبة

هادي جلو مرعي


يتساءل الرجل الكبير عن سر بكاء الوليد، بينما يبتهج كل من حوله حتى الأم التي كانت تعاني آلام الوضع، في حين تجده يبتسم ربما وهو يغادر الحياة، بينما يبكي كل من حوله.

صراخ الوليد حين مجيئه للدنيا، وابتسامته وهو يغادرها يبعث على تساؤل حزين. وربما كان للبعض دور في تفسير ذلك:

  • هل يبكي لأنه يجيء إلى عالم مليء بالغرابة والخوف والمجهول؟

  • وهل يبتسم حين يحتضر لأنه يرى عالماً مختلفاً فيه الكثير من الأهل والأحبة الذين سبقوه إليه، وكثير من الراحة الأبدية والرحمة؟

ربما…


حين يرحل الأحبة

كلما رحل شخص تعرفه، أو لك معه ذكريات طيبة، أو كان رؤوفاً بك رحيماً لم تجد منه سوءاً، فإن شيئاً من رغبتك بالحياة يتلاشى.

فإذا مرت السنوات ومات آخرون وبقيت لوحدك تتعامل مع غرباء أو طارئين، ينتابك الحزن، ويتواصل انتزاع الرغبة كما ينتزع الموت منك الروح.

رسائل السماء لا عد لها ولا حد، وكلها موجهة إليك. وأنت تجيد قراءتها، فهي تنزل مكتوبة بالروسية والعربية والألمانية والفرنسية والإيطالية والإنكليزية والفارسية والتركية، وبكل لغة حية ومندثرة.

يمكن للعميان أن يقرأوها بطريقة ما، فهي تنزل وفق برنامج حديث متطور متجدد، موضوع قبل ملايين السنين، وصالح لملايين منها مقبلة. وهو برنامج لا يحتاج إلى تحديث كما هو الحال مع البرامج الإلكترونية وقواعد البيانات التي تحتاج من حين إلى آخر إلى المزيد من التحديث والتطوير وإضافة البيانات وتحفيز الذاكرة.


سباق المال والسلطة

يبحثون عن الأموال في كل زاوية، يتقاتلون، يتآمرون، يبيعون شرفهم، يقدمون التنازلات من أجل الرخيص من المكاسب، من أجل منصب وضيع أو رفيع.

يقدمون فروض الطاعة، ويوقعون على تعهدات، ينهبون الأموال، يزيدون من عدد الفقراء والمحرمين، بينما تتكاثر لديهم المكاسب.

ثم يموتون ويقبرون ويتركونها للأولاد والنساء واللصوص والمحتالين. وينفقون منها على المبتزين الذين يشترون السيارات المدرعة والبيوت والشقق، أو ينفقونها على العاهرات وبنات الليل على قاعدة: شاف ماشاف!!


تساؤلات الإنسان البسيطة

سألت أحدهم دون أن أنتظر منه جواباً:

  • هل تستطيع أن تضع حذائين في قدميك، أم هو حذاء واحد من فردتين؟

  • هل تستطيع أن تضع جوربين زيادة فوق الجوربين في قدميك؟

  • وهل تستطيع أن تلبس أكثر من سترة، وأكثر من بنطلون في آن واحد؟

  • بل هل تستطيع أن تأكل من الطعام فوق حاجتك؟ وتشرب من الماء ما يروي أكثر من عطشك؟


النهاية المحتومة

يلهث الإنسان، ولكنه يجري في سباق مسافات طويلة نحو نهاية بائسة، مشابهة لنهايات كثيرة لبشر آخرين اختاروا الدنيا بكل ما فيها من سوء، وتجاهلوا المصير.

بينما تمضي الأيام، وتضعف أبدانهم، وتتلاشى قدرتهم على السير والجلوس براحة، ويؤلمهم القليل من الوجع، ولا تقوى أعينهم على النظر كما كانت قبل سنوات، وتنهار لديهم الذاكرة، ويعانون من الأمراض.

وقد يعيش على قاعدة: خذوا كل ما أملك، واشفوني من عللي تلك، دون أن يجد من يستجيب لعذاباته.

فقد فات الأوان…
وانتهت اللعبة.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0