"نيميتز" و"شاندونغ"... صدام العمالقة في المحيط الهادئ وحسابات المعركة المستحيلة

بينما تبحر حاملة الطائرات النووية الأمريكية “نيميتز” في مياه المحيط الهادئ، تبرز على الجانب المقابل حاملة الطائرات الصينية “شاندونغ” كعنوان لصعود بحري

 0
"نيميتز" و"شاندونغ"... صدام العمالقة في المحيط الهادئ وحسابات المعركة المستحيلة

مناورات ما قبل الانفجار

وسط تصاعد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتحديدًا قرب مضيق لوزون بين الفلبين وجنوب تايوان، تظهر ملامح تجاذب عسكري غير مسبوق. تستخدم الولايات المتحدة منظومات متقدمة مثل NMESIS لعرقلة تحركات الأسطول الصيني، فيما ترد بكين بإرسال مجموعة "شاندونغ" القتالية إلى النقطة نفسها.

مع توزع الموارد العسكرية الأمريكية بين أوروبا والشرق الأوسط، تستغل الصين هذا الانشغال لإعادة ترسيم ميزان القوة في ساحتها الخلفية. لكنّ واشنطن، بحسب تقارير مثل تلك التي نشرها موقع "ناشونال إنترست"، بدأت مؤخرًا بإعادة تركيز استراتيجيتها شرقًا.

“شاندونغ”: تطلعات صينية بقلب سوفييتي

“شاندونغ” ليست مجرد حاملة طائرات، بل تمثل أول تجربة صينية بالكامل في تصميم وإنتاج هذا النوع من القطع البحرية الضخمة. يبلغ وزنها أكثر من 66 ألف طن، وتضم مقاتلات J-15، ومروحيات متقدمة، وتستخدم نظام إقلاع يعتمد على منصة قفز "ستوبار"، ما يعكس تقنيات أقدم نسبياً مقارنة بالنظم الأمريكية.

ومع أنها تعاني من محدودية الخبرة القتالية، إلا أن “شاندونغ” لا تعمل في فراغ. فهي جزء من منظومة عسكرية صينية متكاملة، تشمل دفاعات A2/AD، وصواريخ فرط صوتية، وطائرات مسيّرة، ما يمنحها غطاءً دفاعيًا وهجوميًا يجعل اختراقها أمرًا بالغ الصعوبة.

“نيميتز”: العملاق الأمريكي في اختبار الميدان الآسيوي

في المقابل، تمثل “نيميتز” قمة الخبرة والتفوق التكنولوجي الأمريكي. تعمل بالطاقة النووية، وتُطلق طائراتها بواسطة منجنيقات (CATOBAR)، ما يسمح بإقلاع أسرع وأكثر فاعلية، خصوصًا في العمليات القتالية. تحمل نحو 90 طائرة من طرازات حديثة مثل F-35C وE-2D، وتتمتع بدفاعات متطورة متعددة الطبقات.

لكنّ هذه الحاملة، رغم عظمتها، تواجه معضلة استراتيجية: أي مواجهة محتملة ستكون في مرمى النيران الصينية، داخل مناطق يغطيها الدرع الناري لنظام A2/AD، المصمم تحديدًا لتحييد حاملات الطائرات الأمريكية.

معركة غير متكافئة في البيئة المحلية

الواقع أن التفوق الأمريكي على مستوى التشغيل والخبرة البحرية لا يضمن انتصارًا في مسرح عمليات تحكمه الجغرافيا الصينية، وتدعمه منظومة متشابكة من القدرات السيبرانية والفضائية والتشويش الكهرومغناطيسي.

الصين، بحسب محللين، ستسعى إلى توجيه "ضربة شاملة" تشمل مهاجمة الأقمار الاصطناعية الأمريكية، وتعطيل شبكات الاتصالات العسكرية، ما يشبه نسخةً حديثة من بيرل هاربر، تُنفذ إلكترونيًا وبشكل مباغت.

وفي حال اندلاع حرب تقليدية، قد تلجأ الصين إلى تكتيك “الإغراق الهجومي” باستخدام أسراب ضخمة من المسيّرات، وصواريخ فرط صوتية دقيقة، تجعل “نيميتز” عاجزة عن الرد الفعال، أو مضطرة للتراجع بعيدًا عن ميدان المواجهة.

هل تسقط الهيبة الأمريكية؟

في النهاية، المعركة لن تُحسم بين “نيميتز” و“شاندونغ” بمواجهة مباشرة، بل ضمن بيئة متداخلة من الصراع السيبراني، والهيمنة الفضائية، والتكامل الصاروخي. وحتى إن تفوقت “نيميتز” على الورق، فإنها تواجه بيئة عملياتية مصممة خصيصًا لإسقاطها.

وهكذا، تصبح حاملات الطائرات الأمريكية - رغم عظمتها - ضيوفًا غير مرغوب فيهم على بوابة الصين البحرية، حيث الهيبة لا تكفي وحدها، والقوة بحاجة لحسابات أعمق من مجرد التفوق في عدد الطائرات أو أنظمة الدفاع.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0