ماذا تعرف عن الهولوكوست
بين عامي 1939 و1945، وقعت واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ الحديث: إبادة النازيين لنحو ستة ملايين يهودي في ما بات يُعرف بالهولوكوست

الجذور التاريخية للهولوكوست
لم تكن معاداة السامية ظاهرة جديدة في أوروبا، فقد عانى اليهود من الاضطهاد والتهميش منذ القرون الوسطى. اتُهموا بقتل المسيح، وعُزلوا في "غيتوهات"، وحُرموا من ممارسة المهن، وكانوا دائمًا كبش فداء في أوقات الأزمات، كما حدث في الطاعون الكبير عام 1350 أو في روسيا القيصرية بعد 1881.
من الكراهية إلى القتل
استغل النازيون هذا الإرث العدائي القديم، وأعادوا إنتاجه بنَفَس عنصري حديث. اتهموا اليهود بأنهم "أعداء الأمة"، سواء كرأسماليين جشعين أو كعملاء شيوعيين يسعون للهيمنة على العالم. وفي كتابه "كفاحي"، أعلن هتلر رفضه التام لوجود اليهود في ألمانيا، دون أن يُصرّح صراحةً بنيّته الإبادة الجماعية في البداية.
من الإقصاء إلى الإبادة
بين عامي 1933 و1939، بدأ النازيون بسياسات ممنهجة لطرد اليهود من الحياة العامة: قوانين نورمبرغ، مصادرة الممتلكات، ومنعهم من الزواج المختلط والعمل والتعليم. ثم جاءت "ليلة الكريستال" عام 1938 لتعلن بداية العنف الجماعي المنظم. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، دخلت سياسة التهجير والقتل حيّز التنفيذ بوتيرة متصاعدة.
الإبادة كـ "حل نهائي"
بعد الغزو النازي للاتحاد السوفيتي عام 1941، بدأت فرق "آينزاتسغروبن" بإعدامات جماعية في المناطق المحتلة. ثم، وبسبب تعذّر تنفيذ خطط التهجير، قرر النازيون اللجوء إلى القتل الجماعي، فيما عُرف بـ "الحل النهائي للمسألة اليهودية"، وهو قرار غير موثق بتوقيع مباشر، لكن تدعمه شواهد كثيرة.
معسكرات الموت
أنشأ النازيون معسكرات مخصصة للإبادة مثل "تريبلينكا" و"سوبيبور" و"بيلزيك"، حيث كان القتل يتم باستخدام الغاز فور وصول الضحايا. أما "أوشفيتز-بيركيناو"، فجمع بين السخرة والقتل المنهجي، حيث كانت ظروف العمل والمجاعة والأمراض أداة قتل بطيئة تُضاف إلى غرف الغاز.
الضحايا الآخرون
إلى جانب اليهود، استهدف النازيون الغجر، المثليين، المعاقين، وشهود يهوه، وملايين من المدنيين السلاف. ومع ذلك، تميّزت إبادة اليهود بتخطيطها الشامل وهدفها النهائي: محو شعب بأكمله. لم يكن النازيون وحدهم المسؤولين؛ بل تواطأ معهم متعاونون في كل أنحاء أوروبا، لأسباب أيديولوجية أو مادية أو خوفًا من بطش الرايخ الثالث.
صدمة التحرير
رغم وصول تقارير منذ 1942 إلى دول الحلفاء، قوبلت بكثير من الشك أو التأخير، ولم يكتشف العالم حجم الجريمة إلا بعد تحرير معسكرات الإبادة في 1945، حيث فُتحت الأبواب على جحيم لم تتصوره البشرية.
الهولوكوست ليست فقط مأساة إنسانية، بل تحذير دائم من خطر الأيديولوجيات المتطرفة وصمت المجتمعات أمام الظلم. وهي درس لا يجب أن يُنسى، لأن تجاهل الماضي هو تمهيد لتكراره.
#الهولوكوست #المحرقة #اليهود #النازية #الحرب_العالمية_الثانية #معسكرات_الإبادة #أوشفيتز #هتلر #تاريخ #العدالة_الإنسانية #وكالة_عين_للأنباء
ما هو رد فعلك؟






