جيل الألفين.. والحنين للعبودية!

نسمع بعضاً من جيل الألفين يعبّر عن الحنين لنظام صدام حسين، رغم أن هؤلاء وُلدوا بعد سقوطه

 0
جيل الألفين.. والحنين للعبودية!

رحيم الخالدي

حين يتحوّل المجرم إلى "رمز"!

قد نمدح أشخاصاً من باب الشكر والامتنان لدورهم في الحياة، لكن أن يُمدح مجرم دموي وتتغنّى أجيال لم تعاصره بأيامه، فذلك أمرٌ يدعو للحيرة. وهذا ما يحدث اليوم، حين نسمع بعضاً من جيل الألفين يعبّر عن الحنين لنظام صدام حسين، رغم أن هؤلاء وُلدوا بعد سقوطه ولم يعرفوا منه سوى ما نُقل عن جرائمه.

الإستهانة بدماء الشهداء

هذا الحنين الغريب لا يمكن فصله عن الاستهانة بتضحيات الشهداء، أولئك الذين قُتلوا وأُعدموا على يد النظام السابق، لمجرد نكتة، أو بيت شعر، أو اعتراض فكري بسيط. كثيرون منهم لم يُعرف مصيرهم حتى اليوم، لأن النظام البائد اعتمد أبشع الأساليب القمعية، وجعل من العراق دولة بوليسية خانقة تُحكم بالحديد والنار.

أدوات القمع.. صناعة إمبريالية

لم تكن آلة القمع البعثية صناعة محلّية فقط، بل كانت جزءاً من مشروع دولي، تقف خلفه الإمبريالية العالمية. وما أكثر الحكّام العرب الذين جاءوا إلى السلطة بطريقة مشابهة، وإن اختلفت الأساليب. كلهم يلتقون عند قاسم مشترك: حكم الشعوب بالقوة والاستبداد.

متسلقون في زمن الاستقرار

اليوم، وبينما يُحقق العراق نوعاً من الاستقرار الأمني والسياسي، تظهر فئة من المتسلقين الذين يزعمون أنهم فاعلون سياسيون، لكنهم في الواقع أدوات تخريب. يسعون إلى تشويه العملية السياسية، بالتزامن مع نشاط حكومي ملحوظ لجذب الاستثمارات، وزيارات مكوكية على أعلى المستويات.

تمجيد الإرهاب وبيع الشهداء

الخطير في الأمر أن هؤلاء يذهبون إلى حدّ تمجيد الإرهابيين واعتبارهم "ثواراً"، بينما أسر الشهداء الحقيقيين تُعاني الأمرّين في مراجعاتها، وسط بيروقراطية وروتين قاتل. بعضهم ترك حقوقه لأنه لا يملك ثمن المواصلات، في حين يحصل من فجّر نفسه على لقب "شهيد" وتعويضات بملايين!

المساءلة ضرورة وطنية

من وقف على منصات التحريض الطائفي، وساهم في تبرير قتل القوات الأمنية، يجب أن يُحال للقضاء، بغضّ النظر عن اسمه أو منصبه. إن التغاضي عن خطاب الكراهية، خاصة ضد المكوّن الأكبر في البلاد، يُعدّ تواطؤاً خطيراً، لا سيما حين يتضمّن تحقيراً طائفياً يصل إلى حدّ اتهام شرائح كاملة بـ"الشِرْكَة"!

دماء لا تُنسى

تحرير المناطق الغربية من قبضة الإرهاب كلفنا دماءً غالية، لا يمكن تجاهلها أو التلاعب برمزيتها. أولئك الذين دفعوا أرواحهم لأجل وحدة العراق، يستحقون الوفاء، لا التحقير، في وقت يتغنّى فيه بعض شباب مواقع التواصل بماضي الظلم والاستبداد.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0