حقل صبة النفطي... حرب الوجود لنفط ذي قار
أضع قلمي اليوم على أوراق حقل صبة، ليس فقط لتوثيق الحاضر، بل لكتابة تاريخ ومستقبل

علي هادي الركابي
في تجارب الشعوب الفتيّة، هناك دومًا قصص عظيمة تُخلّد أصحابها، وتحوّلهم إلى منارات للأجيال. فـالمشاريع الكبرى تبدأ من عقول عظيمة، ومن منابع الرجال تتدفق الانتصارات، لتُدوَّن لاحقًا تحت عنوان واحد: الإنجاز.
بهذه الرؤية، أضع قلمي اليوم على أوراق حقل صبة، ليس فقط لتوثيق الحاضر، بل لكتابة تاريخ ومستقبل، تلتقي فيه الغيرة الوطنية مع الإرادة الصلبة، وسط رمال ذي قار التي اشتعلت شرفًا وإصرارًا.
صحراء تتكلم.. ومقاتلوها من نفط ذي قار
اشتعلت صحراء صبة مجددًا، لا نارًا، بل عرقًا وجهدًا وكرامة. اشتعلت بـجهد وطني خالص، وسط مشهد غريب ومغاير تمامًا لمعادلة التراخيص الأجنبية المعتادة:
-
رجال من ذي قار،
-
بأدوات محلية بسيطة،
-
وبموارد محدودة،
حققوا ما يشبه المعجزة، فتقدّموا على المال والزمن، كمن يرتشف الماء بعد عطش طويل.
في وقت أنهكت فيه البلاد فواتير التراخيص الطويلة، وجيوب الغرباء، برز حقل صبة كدليل على أن الإنجاز العراقي ممكن، بل وضروري، إذا ما توفرت الغيرة والانتماء.
حقل صبة.. صوت الأرض وحرّاسها
يا صحراء صبة، تكلّمي بصوت الحقيقة، وأنصفي أبنائك الذين أوقدوا فيك النار من أعواد الغيرة الوطنية، لا من شرارات الشركات المستوردة.
قولي لكل قادم، إن شعلتك لم توقدها الميزانيات الضخمة، بل كفوف رجال أشداء، وإن الـ100 ألف برميل يوميًا ليست حلماً مستورداً، بل عرقًا عراقيًا خالصًا.
كوني عونًا لهم، وامسحي عنهم ظلام الليالي الثقيلة، فهم أبناء شهدائك وفقرائك، وأحفاد من صنعوا ثورة النفط في صمت.
وطن يُبنى بسواعد بنيه
قولي لمكمنك العظيم: نم بسلام، فأنت في كنف رجال صادقين، يخشون عليك من أقدام الغرباء، ويريدونك أن تُصدّر ثروتك بعد أن تودّع أرواح الشهداء، وتُسلّم على الحبوبي، وتعرج نحو بيت النبي إبراهيم (ع)، فهذه أرضهم، وهؤلاء شعبها.
الجهد الوطني.. لافتة الشرف
السلام لأهل ذي قار، ولتلك الأكف المجاهدة التي فتحت آبار النفط دون وسائد ناعمة، بل بـهمة لا تعرف الكسل.
غدًا، سنحكي لأبنائنا أن حقل صبة لم يُنجَز بيد شركة أجنبية، بل بـالجهد الوطني العراقي، ونرفع لافتة على بابه تقول:
"الجهد الوطني كان هنا."
#نفط_العراق
ما هو رد فعلك؟






