ربما تندلع الحرب مجددًا بين إيران والكيان الصهيوني

الضربة المفاجئة والمؤلمة لقاعدة "العديد" في قطر، إلى إدراك جبهة نتنياهو وترامب أن استمرار الحرب ليس في صالحها

 0
ربما تندلع الحرب مجددًا بين إيران والكيان الصهيوني

بقلم: أسعد عبد الله عبد علي

أدى وقف إطلاق النار، الذي توسله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد الضربات الإيرانية الموجعة للكيان الصهيوني، ثم الضربة المفاجئة والمؤلمة لقاعدة "العديد" في قطر، إلى إدراك جبهة نتنياهو وترامب أن استمرار الحرب ليس في صالحها.
هذا ما دفع القوى الكبرى لبذل جهود سياسية كبيرة لإيقاف الحرب، لكن اشترطت إيران أن تكون الضربة الأخيرة لها، فكانت الساعات الأخيرة مدمّرة لتل أبيب وحيفا وبئر السبع. ثم تم الإعلان عن اتفاق شفهي على وقف الحرب، لكن الهدنة بدأت تُظهر بعض التصدعات، نتيجة السلوك غير السوي لترامب ونتنياهو وتصريحاتهما الإعلامية غير المتزنة، مما دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى التشدد في الرد الإعلامي.

كان الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية يعتمدان على هجمة خاطفة تحقق لهما النصر، فتم تنفيذ هجمات على مواقع إيرانية حساسة، واغتيال بعض العلماء الإيرانيين، وكان من ضمن المخطط اغتيال القيادة السياسية في إيران. لكن لطف الله حفظ الأخيار من مكر الأشرار.
وبعد ذلك، تفاجأ العالم بالرد الإيراني الذي تنوع مع الأيام، عبر مختلف أنواع الصواريخ، لتشهد مدن الكيان دمارًا لم تشهده منذ قيام الكيان السرطاني في أرض فلسطين.


الغرب والقلق الاقتصادي

قد يؤدي أي صراع جديد في منطقة الخليج إلى تعطيل إمدادات الطاقة الحيوية التي تمر عبر الخليج إلى أوروبا وآسيا، وزيادة زعزعة استقرار الدول المجاورة مثل لبنان وسوريا والأردن والعراق. وقد يشمل الزلزال السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات، واليمن ليس بعيدًا عن دائرة الحدث.

إن نفط الخليج له أهمية كبيرة لأوروبا لعدة أسباب رئيسية:

  1. مصدر رئيسي للطاقة: دول الخليج (السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، وإيران) تُعد من أكبر منتجي النفط عالميًا.

  2. تحقيق التوازن في السوق العالمية: إنتاج النفط الخليجي يسهم في استقرار الأسعار العالمية.

  3. علاقات استراتيجية طويلة الأمد: أوروبا تعتمد على دول الخليج لضمان أمن إمدادات الطاقة وتنويع مصادرها.

  4. التحكم في الأسعار: ضبط الإنتاج والتصدير الخليجي يضمن استقرار أسعار النفط في السوق العالمي، وهو ما تسعى إليه أوروبا بشدة.


دلائل احتمال تجدد الحرب بين إيران والكيان الصهيوني:

1. البنية التحتية النووية الإيرانية

استهدفت الغارات الجوية الصهيونية والأمريكية البنية التحتية النووية الإيرانية خلال 12 يومًا، في محاولة لتدمير مواقع التخصيب الإيرانية. لكن، وبحسب تقييم لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، فإن تلك الهجمات لم تؤدِ إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لأشهر قليلة فقط، ولم يتم تدميره.

لا تزال أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض والبنية التحتية الرئيسية قيد التشغيل. كما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرًا بأن إيران زادت من تقييد وصول المفتشين وزادت مخزوناتها من اليورانيوم بما يتجاوز الحدود المتفق عليها، مما أثار قلقًا دوليًا.

بالنسبة للكيان الصهيوني، فإن التهديد النووي المستمر وتراجع تعاون إيران مع الوكالة قد يدفعانه إلى تنفيذ ضربات جوية جديدة، مما يزيد من احتمالية اندلاع جولة جديدة من الصراع. لذلك، على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تكون متهيئة لهذا السيناريو، مع أهمية الإسراع في شراء منظومة دفاع جوي متطورة من الصين.


2. تصعيد العمليات السرية

أعلنت إيران عن اعتقال أكثر من 700 شخص بتهمة التعاون مع مخابرات الكيان الصهيوني، وتفكيك ما وصفته السلطات بشبكة تجسس رئيسية مرتبطة بالموساد.
تأتي هذه الاعتقالات عقب تصاعد في الهجمات السرية المنسوبة للكيان، مثل هجمات بطائرات مسيرة، تفجيرات، واغتيالات لشخصيات بارزة في الجيش والبرنامج النووي الإيراني.

وقد أعدمت طهران عددًا من الجواسيس، وتوعدت برد قاسٍ على أي اعتداء محتمل.
إن هذه العمليات تشير إلى وجود حرب سرية غير معلنة ضد أذرع الكيان داخل إيران. القبض على الجواسيس شكّل ضربة كبيرة للموساد، وحمى الأمن القومي الإيراني، ما يعني خسارة الكيان لبنك معلوماته داخل إيران، وفقدانه للقدرة على تنفيذ عمليات تخريبية.


3. تهديدات متبادلة

بعد وقف الحرب، هدّد نتنياهو بشن حملة عسكرية جديدة، مدعيًا تحقيق نصر، رغم أن تدخل ترامب في اللحظات الأخيرة أنقذ الكيان من الزوال، كما يبدو من شدة القصف الإيراني ودقته.
في المقابل، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن ما تحقق "نصر عظيم"، مؤكدًا أن إيران "ستواصل صمودها في وجه العدوان الصهيوني".

والدليل على النصر الإيراني أن من يشترط الضربة الأخيرة هو المنتصر، وكانت فعلاً الأخيرة لإيران، وجاءت مميتة، كما حصل في قصف بئر السبع.
هذا الخطاب المتجذر من كلا الجانبين لا يترك مجالًا كبيرًا لتهدئة الأوضاع، ويزيد من احتمال تجدد المواجهة.


وأخيرًا...

قد لا يُمثل وقف إطلاق النار سوى هدنة مؤقتة. فمع استمرار إيران في برنامجها النووي، ووجود عدو يمتلك القوة النووية، واستمرار العمليات السرية الصهيونية داخل إيران، ومع وجود قادة وطنيين في طهران لا يهابون الموت ويعشقون الشهادة، يقابلهم متشددون صهاينة يرغبون بإشعال المنطقة... فإن خطر تجدد الحرب لا يزال قائمًا.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0