 روّاد وأصحاب مكتبات: المدى سبّاقة في تنبنّي وإطلاق المبادرات الثقافيّة  


وخير جليس في الزمان كتاب.. وقيل أيضا أن تقرأ كتابا يعني أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبدا.. وقيل إن القراءة تصنع الإنسان .. وأحيانا تكون القراءة لبعض الكتب أقوى من المعركة.
هذه المقولات تعبير عن أهمية الكتاب في حياة الإنسان بالرغم من التطور العلمي والتقني المنافس للكتاب الورقي من خلال الإنترنت .. ومع ذلك ظل الكتاب صديقاً وجليساً للإنسان .

ولأهمية الكتاب انشغل رواد شارع المتنبي يوم أمس الجمعة بمعرض نوعي كبير أقامته مؤسسة المدى للإعلام  والثقافة والفنون  بالتعاون مع المركز الثقافي البغدادي ، حيث احتضنت قاعة محمد غني حكمت في بيت القشلة  مئات العناوين للعديد من دور النشر العربية إضافة لأحدث مطبوعات دار المدى ، وقد أُعلن عن تخفيض للكتب  30% .
وقد تجولنا في أروقة المعرض المليء بالكتب المختلفة في السياسة والتاريخ والقصة والشعر والموسيقى والمسرح والنقد وكأننا وسط    تظاهرة فرح  ثقافية  .. لاسيما أنها تحمل معها فرصة كبيرة للاقتناء عن طريق التخفيض الكبير في الاسعار . لذلك وجدنا الكثير من الرواد يخرجون من المعرض وهم يحملون أكداساً كبيرة من الكتب مما يدلل على نحو لايقبل الشك ان الكتاب الورقي مازال سيد الساحة الادبية بالرغم من المنافسة غير الشريفة التي ينهجها الإنترنت عبر تقديم العروض للكتب . وعند سؤالنا العاملين في المعرض أكدوا ان المعرض يقام كمبادرة ثقافية من قبل مؤسسة المدى لتشجيع القراءة ، وإيصال الكتاب الى معظم الفئات وبأسعار مناسبة ، وهذا المعرض هو ثمرة تعاون مستمرة بين مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون مع مجلس محافظة بغداد ، إذ دأب بيت المدى منذ سنوات على إقامة هذه المعارض داخل قاعة من قاعات المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي ويستمر المعرض لأكثر من شهرين .
أثناء تجوالنا في المعرض سألنا عدداً من الرواد الذين رحبوا بالمبادرة وأكدو ان الكتاب مهما كان سعره رخيصا يشكل عبئاً على ميزانية الأديب أو الإنسان العادي ،لذا فان هذا التخفيض الكبير الذي تقيمه مؤسسة المدى على مطبوعاتها والمطبوعات العربية  يعد فرصة مناسبة لجميع رواد شارع  المتنبي  من أجل اقتناء الكتاب الورقي,ونحن نعلم ان هناك منافسة شديدة من كتب الانترنت .
عند تجوالنا في المعرض لاحظنا أن المعرض يضم مئات العناوين في شتى فروع المعرفة  فالمعرض هو شامل لجميع أنواع الكتب ولا يقتصر على جانب  واحد ، ففيه الكتب  السياسية والادبية والفنية .. وهناك طبعات قديمة وجديدة من كتب مؤسسة المدى , وكذلك لدور نشر أخرى تتعامل معها المدى داخل العراق وخارجه . وهو زاد ضروري للإنسان والمثقف بالدرجة الاساس .
إحدى السيدات  التي تتجول في المعرض سألناها عن رأيها فقالت :" بصراحة فوجئت بالمعرض لأنه لم يعلن عنه من قبل .. وهو معرض كبير، والأجمل مافيه هو التخفيض الكبير في أسعاره ،لأنها تشجع على اقتناء الكثير من الكتب لاسيما الروايات . تصور إني لم أحمل في جيبي مالاً يكفي لشراء مجموعة من الكتب فطلبت من صديقي ان يسلفني مبلغاً حتى أشتري روايات عديدة، وأشكر مؤسسة المدى على هذا المعرض الجميل. "
في حين قال  حليم السامرائي   صاحب دار الحكمة  للنشر والتوزيع وهو أحد أصحاب الكتبات المعروفة في شارع المتنبي :ـ- لقد وجدت إقبالاً جيداً وكتباً متنوعة ، وهذا يساعد على تنشيط حركة بيع الكتاب في شارع المتنبي ، واضاف  إن مبادرات المدى ليست جديدة علينا ، وهي تؤكد ان هذه المؤسسة الثقافية العراقية هدفها الاساس هو نشر الثقافة وإيصالها الى الجميع .