الأستاذ والطالب بين الفشل والتمرد أُصيبعات ميتة

عين نيوز

ديسمبر 5, 2019 - 05:56
 0
الأستاذ والطالب بين الفشل والتمرد أُصيبعات ميتة
بدون وصف

محمد الياسري

قد اخفق اساتذة الجامعات,مع الاسف بعد اخفاق المعلم والمدرس،في خلق اثر في نفوس مريديهم على الأقل الأذكياء والمبدعين،وما نرى اليوم إلا بون شاسع مابين الطالب الجامعي والاستاذ،الا الجامعات العريقة الموغلة بمستويين الاول:القدم والثاني انها تحظى بموقع اجتماعي متحضر فكان اللقاح القديم مع الجديد وثبات الأخلاقية والتأثير واقصد (جامعة المستنصرية وبغداد والكوفة والبصرة)وفيما بينهم تفاوت وفيما بين الجامعة تفاوت بالكليات وفيما مابين الكليات تفاوت في الأساتذة، لكن ليس كما في السابق بين الطالب وأستاذه وقد شكا بعض أساتذة المستنصرية وبغداد عندما تناقشنا هذا الموضوع ان الأصل عائد إلى كل جيل فكل جيل يأتي اقل إدراكا من الجيل السابق ولعله حتى بالحجم والمواقف معززا ان الطالب سابقا إذا لم يكن قارئا ومطلعا او شاعرا أو كاتبا أو له مواهب فهو طالب يمتاز بالرزانة والاحترام والتقاليد في الكلام والاحترام وليس كما عليه الآن من الميوعة وصغر السن والحجم فكأنك تتحدث مع تلميذ بالابتدائية!,هذا الكلام الذي اجمع عليه اغلب الأساتذة،لا يمكن ان ينطبق عليه المعيار الثقافي لسبب وجود التعليم العالي والبحث العلمي،صحيح ان كلمة(تربية) رفعت لان الطالب عند تخرجه من السادس ودخوله مرحلة جامعية قد أكمل معاييره الأخلاقية وانه تحمل المسؤولية فقد أكمل ثمانية عشر عاما،لكن المعيار الحقيقي ان عقله مؤهل علميا ونفسيته مستقرة وعليه يجب ان يسير بهذا العمر إلى بناء او تبني أيدلوجية وخط واضح يتخذه في حياته كمسار أخلاقي وعقلي وانتمائي تخصصي وهذه من أهم المعايير والأمزجة التي جعلت الطالب يبتعد عن تركيبة الجامعة لأنها لم تتبنَ تخصصه أو موهبته في كثير من الطلبة وخاصة المبدعين منهم ، فإجبارهم على التخصص جعلهم لا ينتمون له وهو مجرد تقضية وقت وإنتاج ونتيجة فيها كلمة:ناجح بعدها يذهب فكرة إلى مستويين :

الأول:ان الدولة ستهمله ولا يجد فرصة للتعين وبهذا يتشتت ذهنه عن الإنتاج والبحث الدراسي والامتزاج مع المادة والأستاذ وعدم اتخاذه الأستاذ قدوة له.

الآخر:إن حصل على التعيين فهو ليس بمن يهوى أي ليس بمضمار التخصص الذي يهواه فتراه يخمل بالعطاء الفكري ويصيبه الجمود والكسل.

هذا من اتجاه فكر واحد هو فكر الأستاذ الذي يبقى متفرجا عليه ولم يجذبه كشخص مثقف او متخصص او مبدع،ولم ينته الأمر بالدكتور بالتفرج بل اتهم من قبل الطلبة بالعنجهية فقد بعثت لي عدة رسائل وخاصة من جامعة ذي قار والمثنى والقادسية وواسط وكربلاء وديالى بان الأساتذة (باستثناء عدد قليل جدا) يعاملون الطلبة ليس كرجال بعضهم شارك في النخوة الوطنية والدفاع عنه وبعضهم قدم حياته واستشهد بل يعاملونهم بجفوة وتعال على ان لم يجدوا ماوصف لهم أساتذتهم المعلمين و المدرسين بان أجمل حياة سيعيشونها هي مرحلة الجامعة بل وجودوا أنهم لازالوا يعاملون كتلاميذ وان لا حقّ لهم بالنقاش ولم يروا ان احد من أساتذتهم مزح معهم او خرج من المادة الجامدة ليشرح له تفاصيل أخرى بأسلوب مشوق،بل بعضهم عندما قلت:حاولوا ان تناقشوا حتى لو كنتم على خطأ كي يثبت الأستاذ بأسلوبه الجيد انك على خطأ ولو شككت بشيء حتى لو انه صح قل للدكتور إنني اعتبر هذه الفقرة او الجملة او القانون خطأ واتركه يشرح لك,فأجابوا:ناقش احدهم فطرد وناقش آخر فقال له أنت أحسن مني او من الذي كتب؟ لعل فكرة عدم ترك الطالب للنقاش يؤيد ان الدكتور الجديد لم يكن له مؤهلات علمية او ثقافية فسابقا المبدعين والأذكياء هم من يصلوا إلى هذه المرحلة ليس من اجل الشهادة بل من اجل إفراغ ما بجعبتهم من أفكار على عقول مؤهلة للاستيعاب ونخبة من المثقفين او المهيأين للثقافة،ولعل هذا الجمود وهو الذي خلق مشاكل جامعية وخاصة ان بعض الأساتذة يرفض ان الطالب يأتي بالامتحان بفكرة أو بتعبير او أسلوب خاص وبالنهاية هي النتيجة واحدة فيطالبوا بإدراج النص من دون اي تغيير او تلاعب باللغة العربية الواسعة الطيف، والمطاوعة والبلاغة،وهذا هو الذي جعل ظاهرة كانت غير موجودة إلا نادرا بالجامعة وهي ظاهرة الغش بشكل كبير جدا علما ان بعض التلاميذ يشكون من بخل الدرجة على النص على الرغم من صحته،بل ان معيار الدرجة في الجامعات صار مختلفا وهذا ما رأيته ولمسته وخاصة بالنقاش إذ ان طالب جامعة ذي قار يرى ان درجة المقبول هي مساوية لدرجة جيد،وان دراستهم وجهدهم لو كان في جامعة بغداد لكان المقبول مساوي لجيد والجيد مساوي للامتياز،نحن لا نعني ان الاستاذ يهب المعدلات بالمجان,لكن المعيارية في فهم الطالب وخلقه أستاذا او محاميا او طبيبا او موظفا ناجحا يقع كله على أسلوب الاستاذ وفهمه لماهية الطالب،فالأستاذ إذ كان متعال وجاف بتعامله حتما سيكون الطالب خلال رحلة دراسته الطويلة جافا وبعد تخرجه نرى الطبيب جاف وقاس وكذلك المحامي والمعلم والموظف ...الخ، فقد وصل ببعض الجامعات بهذا الظرف الصعب الذي نخاف على شبابنا من الخروج من الجامعة فصل الطلاب وترقين قيودهم بحجة الغش او سوء الأخلاق وهناك من فصل بسبب منشور على مواقع التواصل الاجتماعي فهل فكرت الجامعة عندما تعجز من توطين نفس على الطريق الصحيح والسكينة لا العبثية وترميه خارج جدارنها اي منظمة او حزب او فكرة سينتمي لها،ان بقاء الطالب في مرحلة العبث يعني فشل الجامعة بترويض عقله ونفسه وفشلت برسم مسار صحيح لحياته لأنها لم تجعله يرى هذا المسار بل تركته مغمض العينين وقالت له سر في الطريق الفلاني الصحيح، قد تكون من أخطاء التخطيط العام للوزارة ان تجعل كل طالب بمحافظته،وهذا اكبر خطأ جعل الطلاب الذين هم نخبة الوطن وضوء المستقبل في معزل عن ثقافات بلده فهو درس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في قريته او منطقته ثم ان بعضهم اكمل دراسته الجامعية في نفس المنطقة او في مركز محافظته فماذا شاهد؟ وماذا رأى؟ وبمن امتزج؟ وبأي تجربة وقع؟ ربما حالة البلد لكن ليس كلها حالة غير مستقرة لماذا لم يأت ابن الشمال إلى الجامعات الجنوبية او بالعكس على الأقل بغداد لينهل من هذا وذاك ويرى تقاليد هذه المنطقة ويستشعر بأنها جزء منه لأنها جزء من وطنه، كذلك الأساتذة لماذا لا يذهب أساتذة الجامعات العريقة إلى الجامعات المستحدثة والتي تدرس وتعامل الطلاب بمستوى الثانوية او الإعدادية لذا أوصي بما يلي:

١- لا يكون القبول الطلبة كل طالب بمحافظته الا بظروف من أهمها اليتم والإعالة

٢- نقل الأساتذة من الجامعات العريقة إلى المستحدثة وبالعكس

٣- عدم نقل كل الكادر التدريسي,فلو نقلوا مثلا كل أساتذة جامعة بغداد الى ذي قار وبالعكس فان الأخطاء ستنقل معهم ولا يستفاد من الأستاذ العريق شيء بل عن طريق تنسيب مجموعات وتكون اقل شيء ٢سنة وأعلاها ٤سنوات لمدة تكفي لتخريج دورة او نصف دورة.

٤- عدم فصل وترقين الطالب بأي سبب كان لان إخراجه خارج سور الجامعة يهدد الطالب للانتماء إلى مجموعات او أحزاب ومنظمات او تكون به نكسة ينقله من التمرد العبثي إلى الدمار.

٥- يتم معالجة الأخطاء لدى الطلبة والتركيز عليهم بالنصح والإرشاد والنقل من جامعة إلى أخرى او من قسم إلى آخر او من كلية إلى أخرى بعد دراسة أوضاع فشله او تمرده

٦- تخصيص معسكرات جامعية ( ليس المقصود بالجيش ) كسفرات او تعايش كلية مع كلية او جامعة مع أخرى وتكون خارج المحافظة أي ليس بغداد مع المستنصرية او ذي قار مع سومر

٧- عقد ندوات فكرية ومهرجانات أدبية وثقافية ويكون الضيف الشرف والذي يقيم الندوة من خارج البلد بان تأتي من جامعة عربية او أجنبية

٨- إلى الأساتذة الكرام عدم التعالي على الطلبة والاستماع لهم حتى النهاية وتعليمهم الشجاعة بالرأي وخير أستاذ من صادق التلميذ كأخ أو حنا عليه كأب وشاركه بهمومه وفرحه وترحه.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0