وكالة عين لانباء - الخرطوم

وصف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) سيطرة قواته على مدينة الفاشر بأنها “نقطة تحول نحو وحدة السودان”، متعهداً بالانسحاب من المدينة وتسليمها للشرطة بعد تأمينها.
وأقر دقلو بوقوع “تجاوزات فردية” من بعض عناصره، مؤكداً أن التحقيق جارٍ ومحاسبة المسؤولين عنها.

اتهامات متبادلة ومجازر مروعة

لكن هذه التصريحات تأتي وسط تصاعد الاتهامات الأممية ضد قوات الدعم السريع، التي وُجهت إليها أصابع الاتهام بارتكاب “مجازر مروعة وتصفية مدنيين بدوافع عرقية” في إقليم دارفور.
وفي المقابل، لم يسلم الجيش السوداني من الانتقادات الدولية، إذ تتحدث تقارير عن استخدامه الأسلحة الكيماوية و”استعمال الغذاء كسلاح” بعد طرد حكومة عبد الفتاح البرهان لبرنامج الغذاء العالمي، ما فاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.

كارثة إنسانية تهدد الملايين

ويعيش السودان اليوم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات عاجلة في بلد كان يُعرف يوماً بـ“سلة غذاء العالم العربي”.

وفي ظل هذا الانهيار، شددت الإمارات العربية المتحدة على أن الوضع الإنساني في السودان “لا يحتمل مزيداً من التصعيد”، مؤكدة أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة.
وجددت أبوظبي دعمها لخريطة الطريق التي طرحتها الرباعية الدولية (الإمارات، مصر، السعودية، الولايات المتحدة)، والتي تدعو إلى هدنة إنسانية فورية يعقبها وقف دائم لإطلاق النار، وفترة انتقالية نحو حكم مدني تمتد تسعة أشهر.

موقف مصر من التقسيم

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي رفض بلاده أي محاولات لتقسيم السودان، وذلك خلال اتصالات مع مسؤولين أمريكيين وأمميين ناقشوا جهود الرباعية لوقف الانتهاكات، خصوصاً في دارفور.

وبينما ترتفع أصوات البنادق فوق صرخات المدنيين، يظل حلم السلام في السودان معلقاً على طاولة السياسة، وسط إدراك دولي متزايد بأن “لا حل عسكرياً قابلاً للتطبيق” في بلد أنهكته الحروب والانقسامات.

#السودان #الفاشر #دارفور #الدعم_السريع #الجيش_السوداني #الأزمة_الإنسانية #الرباعية_الدولية #عين_للأنباء