غزة تحاصر العالم..القضية الفلسطينية تتصدر أعمال الجمعية العامة
الملف الفلسطيني في الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة
عين للأنباء – تحليلات
تحوّل الملف الفلسطيني في الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى المحور الرئيس للنقاشات الدولية، بعد أن كان مجرد بند ثانوي، فالحرب المستمرة على غزة، وما خلّفته من عشرات آلاف الضحايا والمهجرين، جعلت القضية الفلسطينية في قلب الأحداث العالمية، تفرض نفسها على الطاولة الدبلوماسية من نيويورك حتى العواصم الكبرى.
غزة قضية عالمية
لم تعد الحرب على غزة شأناً إقليمياً محدوداً، فقد وصف مراقبون أجواء الأمم المتحدة بأنها مشحونة بأرقام صادمة: أكثر من 60 ألف قتيل فلسطيني، مئات الآلاف من الجرحى، ونزوح يلامس الكارثة الإنسانية، هذه المعطيات حوّلت الملف الفلسطيني إلى قضية تمسّ أسس القانون الدولي، وسط اتهامات متصاعدة لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة.
حل الدولتين
تزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل، لتبرز مبادرة سعودية–فرنسية مشتركة تهدف إلى إحياء حل الدولتين. هذه المبادرة لا تعكس فقط تقارباً استراتيجياً بين الرياض وباريس، بل تضع الولايات المتحدة أمام اختبار جديد: هل تتمسك واشنطن بدورها التقليدي المنحاز لإسرائيل، أم تنفتح على صياغة تسوية جديدة تضبط التوازنات في الشرق الأوسط؟
اعترافات أوروبية
واحدة من أبرز المفاجآت كانت موجة الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين، بريطانيا برزت في الواجهة، إذ حمل اعترافها دلالة رمزية مضاعفة، كونها صاحبة وعد بلفور والانتداب على فلسطين، هذا التحول التاريخي أضعف الموقف الأميركي التقليدي، وجعل واشنطن في زاوية عزلة دولية متزايدة، خاصة مع استمرار استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
سلطة انتقالية لغزة؟
تقارير دبلوماسية أشارت إلى تحرك مثير للجدل: طرح اسم توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، لقيادة مجلس إشرافي بعنوان "السلطة الانتقالية الدولية لغزة"، هذه الخطة تناقشها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن رؤيتها لما بعد الحرب، بلير شارك بالفعل في اجتماع بالبيت الأبيض، حضره ترامب وصهره جاريد كوشنر، لبحث إعادة إعمار غزة، مع استبعاد فكرة الترحيل القسري للسكان.
طموح السلام أم وهم جديد؟
في الكواليس، يسعى ترامب إلى تسويق خطة تسوية تتضمن:
-
وقفاً فورياً للحرب في غزة.
-
إطلاقاً متبادلاً للأسرى والرهائن.
-
التزاماً أميركياً بعدم ضم غزة والضفة لأي مشروع إسرائيلي.
هذه البنود تعكس تحولاً في الخطاب الأميركي، لكنها تطرح السؤال الجوهري: هل ستقبل إسرائيل بها تحت ضغط دولي متنامٍ؟ خاصة أن حكومة نتنياهو تعاني من ضعف داخلي غير مسبوق.
عزلة دولية
يؤكد محللون أن إسرائيل تواجه اليوم انتقادات أوروبية حادة، وإدانات من منظمات حقوقية، وتراجعاً في الرأي العام الغربي الداعم لها، هذه التطورات تجعل موقفها هشاً، رغم أن الضغط الأميركي الجاد لم يُمارس بعد، هنا يبرز دور واشنطن: هل ستفرض على تل أبيب مساراً إلزامياً للتسوية، أم ستبقى أسيرة الحسابات السياسية الداخلية؟
العرب بين الترحيب والحذر
الدول العربية، التي ترى في وقف الحرب ضرورة إنسانية وأمنية، تنظر بحذر إلى مبادرة ترامب، فالمعيار ليس ما يعلنه الرئيس الأميركي، بل قدرته على إلزام إسرائيل. التجارب السابقة زرعت شكوكاً عميقة، خصوصاً بعد إخفاق خطط الإدارات المتعاقبة في تحقيق أي اختراق جاد.
من غزة إلى طهران
لا يمكن قراءة خطة ترامب بمعزل عن التوتر الإيراني–الإسرائيلي. وصول التخصيب النووي الإيراني إلى 60% أعاد التلويح بخطة "سناب باك" لإعادة العقوبات، ما يجعل أي انفجار في الملف النووي قادراً على نسف فرص التهدئة في غزة.
صناعة رجل السلام
ترامب الذي رفع شعار "أميركا أولاً"، يحاول الآن الظهور كـ"رجل السلام العالمي"، في مسعى لا يخلو من الطموح لنيل جائزة نوبل، غير أن المشهد معقد: الانقسام الفلسطيني، تصلب إسرائيل، والاصطفافات الدولية بين واشنطن وموسكو وبكين، كلها عوامل تضع مبادرته أمام اختبار صعب.
مفترق طرق
القضية الفلسطينية تعيش اليوم لحظة مفصلية: العالم يضغط، إسرائيل تتراجع، أميركا تختبر مصداقيتها، والعرب يترقبون، ما بين الأمل والشك، يتحدد مستقبل العلاقات الأميركية–العربية، وقد يُعاد رسم دور واشنطن في الشرق الأوسط لعقود قادمة.
#عين_للأنباء #فلسطين #غزة #الجمعية_العامة #حل_الدولتين #ترامب #السعودية #فرنسا #الأمم_المتحدة
ما هو رد فعلك؟
أعجبني
0
لم يعجبني
0
أحببته
0
مضحك
0
غاضب
0
حزين
0
رائع
0





