عين للأنباء – إسطنبول

تشهد مدينة إسطنبول التركية اليوم انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين وفدي أفغانستان وباكستان، في إطار مساعٍ إقليمية تهدف إلى وضع أسس سلام دائم ومستقر بين البلدين الجارين بعد أسابيع من التوتر والاشتباكات الحدودية.

وأفاد مصدر رسمي بأن الوفد الأفغاني يترأسه نائب وزير الداخلية رحمة الله نجيب، وقد غادر إلى تركيا للمشاركة في الجولة الثانية من المحادثات مع الجانب الباكستاني، وذلك استكمالاً للمباحثات السابقة التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة.

محاور المفاوضات

وأوضحت مصادر إعلامية أن المحادثات تهدف إلى تجاوز الهدنة المؤقتة نحو اتفاق شامل يضمن وقفًا طويل الأمد لإطلاق النار، ومعالجة القضايا الخلافية التي لم تُحسم في جولة الدوحة السابقة.

ويُنتظر أن يتناول الطرفان ملفات أمن الحدود المشتركة، والتنسيق الميداني، وآليات مراقبة الالتزامات المتبادلة، وسط رعاية مشتركة من تركيا وقطر اللتين تقودان جهود الوساطة منذ اندلاع الأزمة الأخيرة.

خلفية الأزمة

وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت على طول خط دوراند الحدودي منتصف أكتوبر الجاري، عقب اتهامات متبادلة بانتهاك السيادة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية في 12 أكتوبر 2025 عن تنفيذ عمليات عسكرية "ناجحة" ضد القوات الباكستانية، ووصفتها بأنها رد على "انتهاكات متكررة وضربات جوية" داخل الأراضي الأفغانية، فيما رد الجيش الباكستاني بالمدفعية الثقيلة والغارات الجوية.

تصعيد دبلوماسي 

وأصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بيانًا اتهمت فيه كابل بالتدخل في الشؤون الداخلية، داعية الحكومة الأفغانية إلى "التركيز على قضاياها الداخلية وعدم التعليق على مسائل لا تخصها"، معتبرة أن "التدخل في شؤون الدول الأخرى يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية الدولية".

وجاء هذا التصعيد بعد أيام من اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة قطرية، عقب اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات على جانبي الحدود.

آفاق السلام

ويرى مراقبون أن محادثات إسطنبول تمثل اختبارًا حقيقيًا لجدية الطرفين في تجاوز الخلافات، وإرساء آلية دائمة لتسوية النزاعات الحدودية، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية لتجنب انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.

#أفغانستان #باكستان #إسطنبول #تركيا #قطر #محادثات_السلام #وكالة_عين_للأنباء