القاهرة وأنقرة... تحالفات جديدة تعيد رسم خارطة النفوذ في الشرق المتوسط

تحركات استراتيجية متسارعة

سبتمبر 26, 2025 - 10:46
 0
القاهرة وأنقرة... تحالفات جديدة تعيد رسم خارطة النفوذ في الشرق المتوسط
المناورات البحرية المشتركة بين مصر وتركيا

عين للأنباء – متابعات

تشهد منطقة شرق المتوسط في الفترة الأخيرة تحركات استراتيجية متسارعة، أبرزها المناورات البحرية المشتركة بين مصر وتركيا، بالتوازي مع خطوات مصرية عملية لتدريب قوات الأمن الفلسطينية ضمن ما يُعرف إعلامياً بـ"غزة الجديدة". هذه التطورات لا تعكس مجرد تعاون عسكري، بل مؤشرات على إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية بما قد يحدّ من التفوق التقليدي لإسرائيل في المنطقة.

 رسائل أبعد من التدريبات

المناورات المصرية–التركية حملت رسالة أبعد من الجانب العسكري التقني. خبراء عسكريون يرون أنها تمثل أعلى مستويات التعاون بين دولتين محوريتين في شرق المتوسط، وأنها قد تكون مقدمة لتحالف إقليمي جديد يتجاوز الخلافات السياسية السابقة.

القاهرة وأنقرة تقتربان سياسياً وعسكرياً، بينما تراقب إسرائيل بقلق هذه التطورات التي تهدد تقليص هيمنتها البحرية والإستراتيجية في المنطقة.

ميزان ردع متغير

كل من القوات البحرية المصرية والتركية تُصنّف من بين الأقوى في المتوسط، سواء من حيث القوة النارية أو عدد القطع الحربية. البحرية المصرية تحديداً تمتلك إرثاً تاريخياً في التفوق الاستراتيجي منذ ما قبل قيام إسرائيل، وهو عنصر حاسم قد يجعلها طرفاً أساسياً في أي معادلة ردع إقليمية مستقبلية.

التعاون لا يقتصر على الحروب، بل يشمل حماية محطات الطاقة البحرية، مراقبة المناطق الاقتصادية، مكافحة القرصنة، وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ.

تدريب قوات فلسطينية

القاهرة أعلنت بدء تدريب قوات أمن فلسطينية موحدة تحت إشراف السلطة، مع استبعاد دور الفصائل المسلحة بما فيها حماس. الهدف، بحسب مسؤولين مصريين، ليس فقط بناء قوة أمنية، بل تهيئة بيئة سياسية واجتماعية مستقرة قادرة على استيعاب أي تسوية إقليمية أو دولية مستقبلية.

التدريب، الذي بدأ منذ مايو الماضي، جرى على مراحل متعددة في مواقع مختلفة، ويُنظر إليه كجزء من تطبيق عملي لمقترحات دولية، بينها الرؤية الأميركية المدعومة من إدارة بايدن.

تحالف مرن يراقب إسرائيل

التحالف المصري–التركي لا يستهدف مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو إيران، بل يركّز على الأمن الجماعي والاستقرار الإقليمي. إسرائيل التي اعتادت التفوق في شرق المتوسط تجد نفسها اليوم أمام تحالفات قد تعيد توزيع النفوذ بعيداً عن هيمنتها.

القاهرة تتحرك كوسيط إقليمي قادر على التأثير المباشر في الملفات الساخنة دون الانجرار إلى نزاعات مفتوحة.

 من غزة إلى شمال سوريا

التحركات المصرية–التركية قد تمتد إلى ملفات أخرى مثل شمال سوريا، في إطار ضبط الصراعات الإقليمية ومنع الانفجارات المفاجئة. هذه الشراكة تمثل قوة ردع مرنة تسمح للطرفين بتوجيه الأحداث دون الدخول في مواجهات مكلفة، مع إمكانية التنسيق مع دول الخليج وإيران ضمن أطر سياسية أوسع.

 مرحلة جديدة من التوازنات

من منظور استراتيجي، يشير خبراء إلى أن شرق المتوسط يتجه نحو مرحلة جديدة من إعادة توزيع النفوذ، بفضل تحالفات أكثر مرونة وقوة ردع متوازنة. هذه التحولات قد تحدّ من استفراد إسرائيل بالمشهد الإقليمي، وتفتح المجال أمام أمن جماعي إقليمي يمنع الأطراف الخارجية من استغلال أي فراغ سياسي أو أمني.

 القاهرة تعود لاعباً محورياً

المشهد الراهن يبرز عودة مصر كفاعل إقليمي محوري يمتلك أدوات عملية تتجاوز الشعارات، عبر مبادرات عسكرية وأمنية وسياسية قابلة للتطبيق. التحالف مع تركيا، والتدريب الفلسطيني، والمناورات البحرية، كلها مؤشرات على تحرك استراتيجي متكامل يعيد رسم التوازنات في شرق المتوسط لمصلحة الدول الإقليمية، وبعيداً عن التفوق الإسرائيلي التقليدي.

#عين_للأنباء #مصر #تركيا #غزة #الشرق_المتوسط #تحالفات_إقليمية

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 1