“الناتو العربي”.. بين الحلم والضرورة الاستراتيجية في ظل التحولات الإقليمية بعد العدوان على قطر
تشكيل قوة عربية مشتركة
 
                                    عين للأنباء – تحليل خاص
أعاد القصف الإسرائيلي على الدوحة ترتيب الأولويات الأمنية في المنطقة، وأثار جدلاً واسعاً حول مستقبل الأمن العربي المشترك. وبينما تتجه أصابع الاتهام نحو هشاشة المنظومات الدفاعية الإقليمية، برزت فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة كخيار استراتيجي قد يغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط.
الدوافع الأمنية والرسائل السياسية
لا يمكن النظر إلى الحديث المتجدد عن “الناتو العربي” بمعزل عن التغيرات الجذرية في البيئة الأمنية. فالهجوم على قطر لم يكن مجرد عملية عسكرية إسرائيلية فاشلة، بل مثّل رسالة خطيرة حول حدود الردع العربي. وقد عزز هذا الحدث القناعة بأن الأمن العربي بات بحاجة إلى مظلة دفاعية جماعية، خصوصاً مع تصاعد التهديدات العابرة للحدود، من الإرهاب وصولاً إلى الهجمات السيبرانية والطائرات المسيّرة.
دور مصر والسعودية في إعادة صياغة المعادلة
تحمل القاهرة والرياض على عاتقيهما مهمة قيادة هذا المشروع، فمصر بما تملكه من ثقل بشري وعسكري تمثل العمود الفقري لأي قوة عربية مشتركة، بينما توفر السعودية القدرات الاقتصادية والسياسية اللازمة لدعم مثل هذا التحالف.
الجمع بين هذين العاملين يضع حجر الأساس لقيادة إقليمية موحدة يمكنها تجاوز الخلافات السابقة التي أجهضت فكرة الجيش العربي الموحد في 2015.
المقارنة الزمنية: 2015 – 2025
| المحور | 2015 | 2025 (اليوم) | التحليل | 
|---|---|---|---|
| الرؤية الاستراتيجية | مصر اقترحت إنشاء قوة عربية مشتركة، لكنها توقفت عند الموافقة الرسمية على المبادرة. | هناك دراسة فعلية لإعادة إحياء المشروع، مع إشراك دول الخليج والعراق، استجابة للأزمات الأمنية الأخيرة. | التغيير يعكس تحولاً من الرؤية النظرية إلى التطبيق العملي تحت ضغط الأحداث الراهنة. | 
| عدد القوات والموارد | لم تحدد أرقام دقيقة، وركزت المبادرة على الإطار العام والتنسيق العسكري. | تقديرات تشمل 4 ملايين جندي، 9 آلاف طائرة، 51 ألف مدرعة، 900 سفينة وغواصة. | يشير ذلك إلى نضج التخطيط وتقدير الاحتياجات الواقعية لمواجهة أي تهديد شامل. | 
| القيادة والتنظيم | اقتراح عام لتشكيل قيادة عربية مركزية، لكن دون آليات تنفيذية واضحة. | تم تحديد القائد الأعلى من مصر، نائب سعودي، ومجلس قيادة يضم ممثلين من الدول المشاركة. | يعكس هذا تقدماً ملموساً في وضع الهيكل القيادي والتنظيمي. | 
| الدوافع | مواجهة الإرهاب وحفظ الأمن القومي العربي بشكل عام. | إضافة دوافع جديدة: الردع الإقليمي بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر، حماية السيادة الوطنية، وتجنب الاعتماد على القوى الخارجية. | توسع نطاق الدوافع من أمني داخلي إلى استراتيجي إقليمي. | 
| الدعم الدولي | غير محدد، مع تحفظات بعض القوى العالمية على تحرك عربي مستقل. | دعم معنوي من بعض الدول، لكن الاعتماد على الذات العربية أصبح واضحاً لتقليل التأثير الخارجي. | التحرك اليوم يعكس تعزيز السيادة والاستقلالية العربية في اتخاذ القرارات الدفاعية. | 
القدرات الكامنة: قوة إقليمية بمقاييس عالمية
وفقاً لتقديرات غلوبال فاير باور، فإن بناء جيش عربي موحد قد يضع المنطقة في مصاف القوى الكبرى: 4 ملايين جندي، 9 آلاف طائرة حربية، و900 سفينة وغواصة، بدعم اقتصادي يبلغ 6 تريليونات دولار. هذه الأرقام لا تعكس فقط وفرة الموارد، بل تكشف عن إمكانات ردع هائلة إذا ما تم توظيفها ضمن قيادة مركزية وهيكل عملياتي منظم.
العقبات أمام مشروع “الناتو العربي”
رغم الإغراءات الكبيرة لهذا المشروع، إلا أن هناك تحديات هيكلية وسياسية لا يمكن تجاهلها:
- 
غياب الثقة بين بعض العواصم العربية نتيجة تحالفات متناقضة مع قوى خارجية. 
- 
التباين في العقائد العسكرية بين الجيوش العربية، ما يصعّب بناء قيادة عملياتية موحدة. 
- 
التدخلات الإقليمية والدولية، إذ لن تنظر الولايات المتحدة أو القوى الغربية بعين الرضا لأي قوة عربية قد تقلل من نفوذها الأمني في المنطقة. 
- 
التكلفة الباهظة لتنسيق وتسليح قوة بهذا الحجم، في ظل أزمات اقتصادية تمر بها بعض الدول العربية. 
بين “الناتو العربي” والتحالفات الدولية
إذا تحقق هذا المشروع، فإنه قد يشكل التحالف العسكري الثالث عالمياً من حيث القوة البشرية والاقتصادية، بعد الناتو الغربي وتحالف شنغهاي. غير أن الفارق الجوهري يكمن في أن الناتو العربي سيكون تحالفاً وقائياً بالدرجة الأولى، هدفه حماية الأمن القومي العربي من أي تهديد خارجي أو اختراق إقليمي، بينما يقوم الناتو الغربي على مفهوم “الهجوم الوقائي” خارج حدوده، ويركز تحالف شنغهاي على التوازن مع الولايات المتحدة.
قراءة مستقبلية
قد لا يرى “الناتو العربي” النور سريعاً، لكن الظروف الأمنية الراهنة تمثل نافذة تاريخية لتجديد التفكير في الأمن العربي الجماعي. فإما أن تستثمر الدول العربية هذه اللحظة لبناء قوة رادعة مستقلة، أو تظل في دائرة الارتهان للتحالفات الخارجية، مع ما يحمله ذلك من مخاطر على السيادة والاستقلالية.
#الناتو_العربي #الأمن_القومي_العربي #مصر #السعودية #قطر #الشرق_الأوسط #عين_للأنباء                        
ما هو رد فعلك؟
 أعجبني
        0
        أعجبني
        0
     لم يعجبني
        0
        لم يعجبني
        0
     أحببته
        0
        أحببته
        0
     مضحك
        0
        مضحك
        0
     غاضب
        0
        غاضب
        0
     حزين
        0
        حزين
        0
     رائع
        0
        رائع
        0
     
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 



 
                                                                                                                                                     
                                                                                                                                                     
                                                                                                                                                     
                                                                                                                                                    


 
                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                             
                                            