لماذا ترفض المرجعية العليا توظيف حضورها ودورها من قبل جهات ومجموعات سياسية في المناسبات العامة؟

الرمز الديني العابر للطائفية والقومية يمكن أن يتم توظيف حضوره الروحي لتحقيق مكاسب سياسية

 0
لماذا ترفض المرجعية العليا توظيف حضورها ودورها من قبل جهات ومجموعات سياسية في المناسبات العامة؟

هادي جلو مرعي

 مرجعية السيد السيستاني بعد العام 2003 تميّزت عن المرجعيات الدينية السابقة في الحالة الشيعية، نتيجة لظروف خاصة طبعت الواقع العراقي العام. فلأول مرة تكون المرجعية مؤثرة بالكامل في حركة الدولة، وقد اجتذبت الأطياف القومية والدينية والسياسية بفعل التجاذب الداخلي والخارجي، والصدام العنيف، والاختلاف في الرؤى.

ساهمت المرجعية في تهدئة الأوضاع، ورسم معالم المرحلة السياسية من خلال المشورة والنصح في مناسبات واستحقاقات انتخابية ودستورية، والدفع باتجاه التقارب بين الفئات الاجتماعية المختلفة، كما وحّدت الخطاب الوطني في لحظات حرجة. ولولا الإرشاد والنصح، لكانت الأمور خرجت عن السيطرة بالكامل.

هذا الدور لفت انتباه مرجعيات دينية وسياسية عالمية، أعلنت تقديرها لذلك الحضور والتأثير. وقد أدركت المرجعية العليا خطورة التوظيف السيء من قبل جماعات سياسية، فعملت على وضع حدود واضحة لذلك التوظيف، خصوصًا مع سلوكيات سياسية ارتبطت بالفساد والمحسوبية، وعدم الجدية في حسم بعض الملفات.

لذلك، سدت المرجعية الأبواب في وجه شخصيات وزعامات وجماعات، ورفضت استقبال المتصدين للقرار الرسمي، بينما أبقت الباب مواربًا أمام الشخصيات العامة والدينية المعتدلة والمنظمات العالمية التي تعمل على فض النزاعات وتقديم الدعم الإنساني والاستشاري في مناطق التوتر، تقديرًا للمصلحة العامة.

ورغم ذلك، استمرت جهات عدة في استخدام غير مشروع لحضور المرجعية في المناسبات العامة والفعاليات السياسية والدينية، عبر كتابة عبارات توحي بقربها من المرجعية العليا، وتعليق صور المرجع الأعلى بهدف تضليل العوام، والإيحاء برضا النجف تجاه تلك الجهات والزعامات.

صاحب ذلك هجمات تعرضت لها شخصية المرجع الأعلى السيد السيستاني من جهات لا يروق لها فضّ الاشتباك الطائفي والسياسي، ولا الخطاب المعتدل الذي يصدر عنه في الأوقات الحرجة. وهناك من لا يروق له صعود النجف في جغرافيا الاعتدال والتأثير الديني المباشر، فحاول تحجيم ذلك الدور وإضعافه بصور شتى تابعها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية المختلفة.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0