شعوبي إبراهيم.. ملك الجوزة يعزف ألحانه في شارع المتنبي

عين نيوز

أبريل 27, 2019 - 15:38
 0
شعوبي إبراهيم.. ملك الجوزة يعزف ألحانه في شارع المتنبي
بدون وصف


 بغداد/ محمد جاسم
 عدسة/ محمود رؤوف

في الربع الأول من القرن العشرين وتحديداً في عام 1925 م وفي الأعظمية محلة الشيوخ في بيت قديم من تلك البيوتات البغدادية البسيطة الواقعة في زقاق ضيق ولد شعيب بن الحاج إبراهيم بن خليل بن إسماعيل العبيدي الذي اشتهر باسم (شعوبي إبراهيم ) .وكان أبوه الحاج إبراهيم خليل يعمل بالعطارة يكدح طوال حياته في هذه المهنة التي يكتسب منها معاشاً لأهله.


درس العود والكمان
أكمل شعوبي دراسته الابتدائية في مدرسة الأعظمية الأولى ثم أكمل الدراسة المتوسطة فيها أيضاً وأكمل دراسته الإعدادية في ثانوية بيوت الأئمة المسائية الأهلية في مدينة الكاظمية. ثم دخل معهد الفنون الجميلة المسائي وتخرج منه في العام 1952 على آلة الكمان .ثم انضم ثانية لمعهد الفنون الجميلة ولكن هذه المرة في القسم النهاري حيث درس على أيدي الأساتذه غانم حداد ومنير الحكيم حتى تخرج في العام 1956م على آلة العود وعلى يد الأستاذ جميل سليم.
عمل مراقباً في أمانة العاصمة، ثم موظفاً في الزراعة .ثم معلماً للموسيقى ومشرفا للاناشيد ومعلما لآلة الجوزة في معهد الفنون الجميلة. وأخيرا انتقل إلى معهد الدراسات النغمية لتدريس المقام وآلة الجوزة. دخل شعوبي الإذاعة عام 1948 عازفاً على آلة الرق مع الفرقة الموسيقية ،وأسس مع الحاج هاشم الرجب فرقة الجالغي البغدادي عام 1951م ،كان كثيرالاستماع لقراء المقام عن طريق الاسطوانات والأشرطة فأصبح صديقاً لجميع قراء مدينته يوم ذاك ،وفطنوا إلى موهبته في حبه وحفظه لهذا الفن وتفوقه عليهم بمعرفة أسراره وقواعده وأصوله حتى صار خبيراً في ذلك.

حجة في المقام
يعدّ الفنان شعوبي أديباً ومدرساً وأحد أعلام الموسيقى في العراق في مجالات العزف والتراث والتدريس ، إنه متعدد المواهب ، وعازف بارع وأصيل على آلة الجوزة التي بقيت علامة مميزة من علامات عطائه الخالد ، حتى قال عنه الموسيقار الراحل ( روحي الخماش) ،إنّ الفنان شعوبي حجة في المقام العراقي.ولأهمية هذا الفنان الكبير أقام بيت المدى في شارع المتنبي احتفالاً يليق بـملك الجوزة الفنان شعوبي إبراهيم،الذي قدم خدمات جليلة للموسيقى والمقام العراقي.وشارك فيه الكثير من أساتذة المقام وقرّائه ومحبيه .

ظاهرة مهمة
قدم للاحتفال الباحث رفعت عبدالرزاق فقال:- لقد كان شعوبي شخصية مهمة في المقام العراقي،وله الفضل في تطوير وصناعة آلة الجوزة والعزف عليها .وتعليم جيل كبير من الفنانين العزف عليها،حتى أصبحت من الآلات المهمة للعازفين بالمقام العراقي. ولم يكتف بالجوزة حسب بل كان مدرساً ومؤلفاً للكثير من الآلات والمقامات العراقية. وكتبه تدرّس في كلية الفنون الجميلة ومعهد الدراسات الموسيقية.واليوم يمثل ظاهرة كبيرة في مسيرة المقام العراقي جديرة بدراستها مجددا .

صنعَ الجوزة وعزف عليها ودرّسها لطلّابه
وتحدث الدكتورهيثم نجل الفنان شعوبي عن مسيرة والده وسماته وعلاقته بالجوزة فقال :- الحديث عن والدي طويل ومتشعب.لكنه ينحصر بالموسيقى والمقام العراقي ،لأنه أفنى عمره بهذا المجال، وانصرف كلياً له باحثاً وعازفا ومؤلفاً ومدرساً. واستطاع بمثابرته المتواصلة من أن يحقق أحلامه الموسيقية في تطوير المقام العراقي هو وبقية زملائه.ودرس في معهد الفنون الجميلة لخمس سنوت ثم عين معلما في مدرسة كميت في الكاظمية كمدرس لمادة النشيد والموسيقى .وله فضل كبير على آلة الجوزة في العراق، وتطوير أدائها وإدخالها في معهد الدراسات الموسيقية حين كان يدرسها للطلبة ويعزف عليها.

من مؤسسي معهد الدراسات الموسيقيّة
وهو واحد من مؤسسي معهد الدراسات النغمية مع محمد القبانجي والشيخ جلال الحنفي والفنان حسين قدوري. كما تناول د هيثم بعض الألحان المقامية التي كان يعزفها ويؤلفها الفنان الراحل شعوبي ثم استدعى الفنان طه غريب ليقوم بتقديم تلك الألحان تطبيقياً. من أهم بستات المقام التي ألفها "داري" "والليلة حلوة".ولانه كان نجارا ماهرا تمكن من صنع آلة الجوزة خاصة به.كما انه أول من أوجد فن المنلوج المدرسي. وهو أول من درّس المقام العراقي في معهد الفنون الجميلة.وطريقة تدريسه تعتبر من أهم طرق التدريس في العراق حيث كان يعتمد على تسجيلات خاصة على أشرطة التسجيل لإفهام الطلبة تطبيقياً..

ماعون شعوبي ويوسف عمر
وأضاف:- شعوبي له الفضل الكبير على كل من عزف الجوزة واهتم بها في العراق أمثال كاظم جاسم ومحمد حسين كمر وجبار حميد وغيرهم.كما قدم منهجا متكاملا للمقام العراقي في المعاهد الفنية بالعراق من خلال تطبيق عملي بصوته.و كان صديقا حميما لقارئ المقام يوسف عمر وكان يفضله على غيره من مطربي المقام،وعزف معه في كل حفلاته حتى تلك التي أقامها خارج العراق. ووفاء مني لوالدي ومسيرته الفنية الكبيرة أسست لدرع خاص أسميته ماعون شعوبي كرمت فيه العديد من أهل المقام من الباحثين والقراء والعازفين. وسنقوم اليوم بتقليد الماعون لكل من الباحث حيدر شاكر آل حيدر والباحث والقارئ طه غريب تثميناً لدورهما الكبير في الحفاظ على الإرث المقامي وتطويره.

حلقة وصل بين المقام وبقية الأغاني
كما قدم الباحث حيدرآل حيدر مداخلة قال فيها :- الحديث عن شعوبي يعني الحديث عن موسوعة فنية خاصة عن المقام العراقي، لما أضافه وقدمه هذا الفنان خلال سنوات عمره.وأشكر مؤسسة المدى لأنها خصصت الفعالية لهذا الفنان الكبير الذي أسدى خدمة جليلة للمقام العراقي.كما كان حلقة وصل بين المقام العراقي وبين الاغنية البغدادية والمربعات وبقية فنون الموسيقى والغناء. ولم يكتف بالعزف على الجوزة حسب،بل تدخل في صناعتها وقام بتدريسها ووضع منهجا دراسيا لها ولبقية الآلات الموسيقية المرافقة للمقام،وألف الكثير من القطع الموسيقية المقامية،اضافة لكتابته العديد من بستات الاغاني التي يرددها قراء المقام.وكان شعوبي محبوبا من طلبته وبقية الاساتذة التي شاركوه المسيرة.وشارك في تأسيس معهد الدراسات الموسيقة ودرس فيه آلة الجوزة والمقام العراقي بطريقة علمية يحسد عليها.

صانع آلات موسيقية
الباحث في شان الاغنية العراقية فلاح الخياط قال:- شعوبي ليس عازفا على الجوزة رغم انها ارتبطت بشهرته،لكنه عازف ايضا على آلات الدف والعود والكمان والمزهر والناي الذي صنعه بنفسه .والسنطور الذي صنعه بنفسه لأنه كان نجاراً ماهراً.كما له مكانة كبيرة في الكتب المنهجية لتدريس المقام من خلال كتابه ذائع الصيت دليل الأنغام لطلاب المقام ،الذي أصبح أهم كتاب منهجي في كلية الفنون الجميلة ومعهد الدراسات النغمية. وتعلم العزف على آلة الجوزة على يد أستاذه صالح شميل في اربعينيات القرن الماضي. وتوفي في التاسع من ايلول عام1991. ثم جاء دور تطبيق ما تركه شعوبي من إرث مقامي كبير،من خلال الباحث والقارئ طه غريب الذي أبدع كثيرا في نقل صورة جميلة ومعبرة عن فن شعوبي من خلال عزف وأداء الكثير من المقطوعات والبستات التي قدمها شعوبي هدية للمقام العراقي.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0