افلاطون والمثل الافلاطوني في سطور

عين نيوز

سبتمبر 1, 2019 - 18:28
 0
افلاطون والمثل الافلاطوني في سطور
بدون وصف

 

 

امير سامي-هيئة التحرير

 

ولد افلاطون في اثنا سنة 427ق.م لأسرة أرستقراطية تضم بعضاً من رجالات المدينة واعيانها؛ وفي داخل المدينة كانت الحرب سجالاً بين الديمقراطية وطغيان الاوليغارشية وقد تمت الإطاحة بالديمقراطية سنة 411ق.م على يد الليغارشية والى سنة 403ق.م لتحل محلهم الحكومة الديمقراطية التي ستحكم الموت على سقراط.

ان أولى سماته الفكرية المميزة هي الترابط الوثيق بين موضوع المعرفة والطريقة المنهجية التي يتم بها الوصول الى وهذه النقطة بالغة الأهمية ينبغي التلميح لها. فقد رأينا ان منطلق هو ما يسمى عادة بالمفهوم السقراطي؛ او ما سماه هو منذ ذلك الحين بالمثل أي كما يقول هو بنفسه "الصفة الفريدة التي بها يكون كل شيء ورع ورعاً" والتي تستخدم "كحد تشبيهي للإعلان بان كل شيء مماثل ورع بدوره". المثل إذً صفة كامنة في الموجودات ذاتها؛ ولكن لا سبيل الى استنباطها الا بالفحص السقراطي والطريقة هنا أعظم أهمية؛ على كل حال من الموضوع نفسه؛ وبالفعل ان سقراط لا يصل الى ابدا الى المثل؛ وبالمقابل انه يضبط الفكرة ويحررها من اوهامه. كان البحث السقراطي يقتصر على الأمور الأخلاقية ومن المسلم به؛ بالاستناد لشهادة ارسطو؛ ان كل ما فعله افلاطون هو انه شمل بالمنهج مثلاً لا تندرج في دائرة العمل وانه "فصل" هذا المثل؛ أي خلع عليه وجوداً متمايزاً؛ ولكن ما الكيفية التي تم بها هذا التغير؟ هل بالفعل تلك الصفة اعتباطية الاعتباطية الت يعزوها اليه ارسطو؟ هذا لا يبدو صحي؛ ففصل المثل الذي يجعل منها موجودات أعلى وأسمى من المحسوسات؛ يتطابق على ما يظهره مع المكانة التي يختص بها افلاطون (الرياضيات).

ان الرياضيات التي تستخدم منهجاً دقيقاً وصارماً؛ تعرف خلافا لسقراط؛ كيف تقضي الى استنتاجات إيجابية؛ كيف ولماذا؟ الفضل في ذلك يعود الى نهج يسميه افلاطون "الفرض" ويقدم أوضح تعريف به في محاورة مينون.

بتذكر المثل فانه يرتبط ارتباطاً وثيقاً في احتمال حيازة المرء لظنون صائبة دون ان يكون قادرا على تبريها؛ أي دون ان يحوز العلم. غير ان الظن الصائب يكافئ العلم عملياً؛ متى ما كان العمل وحده بيت القصيد. وبما ان هذا الظن ليس فطرياً ف الفرد؛ وبما ان لا يمكن اكتسابه بالتعليم فمن الحتم ان يكون مصدره وحي الآلهة.

قد رأينا ان المنهج الفرضي يستخدم المحاكمة الاستدلالية التي تكتفي بإدراك الكيفية التي تترابط بها النتائج بالفروض. بيد ان هذا المنهج كان سيبقى ناقصاً لو انه قنع باستخدام الفروض بدون ان يفحصها بحد بذاتها ليرى هل هي تنهض على أساس او لا. على هذا النحو استخدم افلاطون في فيدون المثل والمشاركة في المثل على سبيل الفرض ليحل مشكلة العلمية الفيزيقية وليثبت خلود النفس. ولكن كان عليه؛ حال الانتهاء من حل هاتين المشكلتين؛ ان يمتحن قيمة الفرض نفسه.

 

 

المصدر: (تاريخ الفلسفة/ج1 /ايمل بريهيية/ترجمة: جورج طرابيشي)   

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0