مفتاح أفغانستان… وبوابة الصين: ترامب يلوّح باستعادة قاعدة باغرام الجوية
قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان قطعة الشطرنج المفقودة
عين للأنباء – متابعات
في مشهد ساخر، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليتحدث عن قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان وكأنها قطعة شطرنج مفقودة ويسعى لإعادتها إلى الطاولة الأميركية.
التصريحات التي أطلقها ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أثارت ضجة واسعة، خصوصًا حين ربط بين باغرام ومصانع الأسلحة النووية الصينية التي تبعد آلاف الكيلومترات، في استدعاء جديد لأسلوبه المثير للجدل القائم على المبالغة والتشويق السياسي.
من الاتحاد السوفيتي إلى طالبان
تقع باغرام على بعد 40 كيلومترًا من كابول، وشهدت تحولات درامية منذ إنشائها في خمسينيات القرن الماضي على يد السوفييت، قبل أن تتحول إلى أكبر قاعدة أميركية خلال الحرب التي استمرت 20 عامًا.
وبعد الانسحاب الأميركي عام 2021، استولت عليها حركة طالبان لتصبح رمزًا لهزيمة واشنطن في أفغانستان.
اليوم، يريد ترامب استعادتها، معللًا ذلك بقربها من الحدود الصينية، لكن الغريب في الأمر أن موقع "لوب نور" النووي الذي أشار إليه ترامب يبعد أكثر من 2000 كيلومتر، ما جعل مراقبين يسخرون من وصفه باغرام بأنها "بوابة الصين النووية".
تصريحات متضاربة
ترامب لم يوضح ما الذي "تحتاجه طالبان من الولايات المتحدة"، لكنه كشف لأول مرة عن وجود مباحثات فعلية بين واشنطن والحركة.
-
طالبان ردت برفض قاطع لعودة أي قوات أجنبية، لكنها تركت الباب مفتوحًا للتعاون السياسي والاقتصادي.
-
روسيا سخرت من الفكرة، إذ شبّه مبعوثها زمير كابولوف تصريحات ترامب بمحاولاته السابقة شراء غرينلاند، محذرًا من أن أي محاولة أميركية للعودة إلى باغرام ستكون "كارثية".
-
الجيش الأفغاني أعلن أن "التنازل عن شبر واحد من الأرض أمر غير وارد"، مؤكدًا أن استعادة القاعدة حلم بعيد المنال.
أبعاد استراتيجية
رغم بعد فكرة الربط بين باغرام والصين، إلا أن فكرة استعادة القاعدة تعكس هاجسًا أميركيًا قديمًا:
-
مكافحة الإرهاب: استخدام باغرام كنقطة انطلاق لملاحقة التنظيمات المتطرفة في المنطقة.
-
الصين: القاعدة تمنح واشنطن عينًا استخباراتية قريبة من حدودها الغربية.
-
الهيبة العسكرية: باغرام تمثل جرحًا مفتوحًا في ذاكرة البنتاغون، واستعادتها قد تُسوَّق داخليًا كـ"تصحيح لخطأ الانسحاب".
لكن التحدي الأكبر يكمن في رفض طالبان المطلق ورفض الشعب الأفغاني لأي وجود أجنبي. وهنا يبرز سؤال: هل يمكن أن تقبل طالبان بـ"صفقة ما" مقابل امتيازات اقتصادية أو سياسية؟
بين غرينلاند وباغرام
تصريحات ترامب تذكر بطرحه السابق لشراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، ما يجعل المراقبين يتساءلون:
هل يرى الرئيس الأميركي السابق العالم كسوق عقارات؟ قواعد تُشترى وجزر تُستأجر وملفات تُقايض؟!
مستقبل غامض
حتى الآن، لم تعلّق الخارجية الأميركية رسميًا على تصريحات ترامب، فيما اكتفى البنتاغون بالقول إن "كل السيناريوهات قيد المراجعة".
وفي ظل هذه الضبابية، يبقى السؤال مفتوحًا:
-
هل هي مجرد ضجة إعلامية من ترامب لاستعادة الأضواء؟
-
أم أن واشنطن بالفعل تخطط لعودة عسكرية دراماتيكية إلى أفغانستان؟
وبين الجدية الأميركية والرفض الأفغاني والسخرية الروسية، تتحول قضية باغرام إلى مسرح مفتوح على سيناريوهات متعددة: من "صفقة خلف الكواليس إلى مواجهة دبلوماسية وربما عسكرية".
#ترامب #أفغانستان #باغرام #الصين #طالبان #عين_للأنباء
ما هو رد فعلك؟
أعجبني
0
لم يعجبني
0
أحببته
0
مضحك
0
غاضب
0
حزين
1
رائع
0





