تعتبر التهابات المسالك البولية (UTIs) من أكثر أنواع العدوى شيوعًا في العالم، حيث يُصاب بها نحو 400 مليون شخص سنويًا. على الرغم من أنها تؤثر على الرجال والنساء والأطفال، إلا أن النساء معرضات أكثر بشكل واضح، حيث يُصاب نصف النساء على الأقل بالتهاب المسالك البولية مرة واحدة في حياتهن.

أسباب الإصابة بالتهاب المسالك البولية

تحدث التهابات المسالك البولية نتيجة دخول البكتيريا إلى الجهاز البولي عبر مجرى البول، وغالبًا تكون من نوع الإشريكية القولونية (E. coli) القادمة من منطقة المستقيم.
النساء أكثر عرضة للإصابة بسبب قصر مجرى البول مقارنة بالرجال، ما يسهل على البكتيريا الوصول إلى المثانة والكلى أحيانًا.
كما أن النساء بعد انقطاع الطمث يكونن أكثر عرضة بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، الذي يحافظ على توازن صحي للبكتيريا في المهبل ويقلل من خطر العدوى.

الأعراض الشائعة

تشمل أعراض التهاب المسالك البولية:

• حرقة أثناء التبول أو عسر التبول.

• الحاجة المتكررة للتبول أو التبول المفاجئ.

• تعكّر لون البول أو وجود دم فيه.

• ألم أسفل البطن أو الظهر.

• ارتفاع درجة الحرارة أو القشعريرة، والتعب العام.
  في كبار السن، قد تظهر أعراض غير معتادة مثل الارتباك أو تغير السلوك، أما الأطفال فقد يعانون من التبول اللاإرادي أو القيء.

العلاج الذاتي مقابل المضادات الحيوية

تقول الدكتورة راجفيندر خاسريا، استشاري أمراض المسالك البولية النسائية، إن بعض النساء قد تُشفى تلقائيًا بفضل جهازهن المناعي، بينما يحتاج البعض الآخر إلى المضادات الحيوية.
ومع تصاعد مقاومة الميكروبات للأدوية، يُعد البحث عن بدائل فعالة وغير مضرة بالمضادات الحيوية أمرًا بالغ الأهمية.

الالتهابات وعلاقتها بالنواحي النفسية والاجتماعية

دراسات مثل أبحاث كاثرين كينان أظهرت أن النساء أحيانًا يتجنبن طلب الرعاية بسبب الشعور بالعار أو الوصمة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية. أكثر من نصف المصابات يواجهن مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.

العدوى والإصابة الجنسية

على الرغم من أن التهاب المسالك البولية ليس مرضًا معديًا ولا من الأمراض المنقولة جنسيًا، إلا أن ممارسة الجنس قد تزيد من خطر انتقال البكتيريا. توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) بـ:

• التبول فورًا بعد الجماع لطرد أي بكتيريا.

• في حالات التكرار، وصف مضاد حيوي بعد الجماع.

التشخيص

يعد اختبار مزرعة البول الطريقة المثلى لتحديد نوع البكتيريا والمضاد الحيوي المناسب. ومع ذلك، يؤكد الخبراء على أهمية الجمع بين الأعراض والتاريخ الطبي لتحديد التشخيص بدقة.

الوقاية من التهابات المسالك البولية

توصي NHS باتباع خطوات وقائية أساسية:

• المسح من الأمام إلى الخلف بعد استخدام المرحاض.

• الحفاظ على نظافة وجفاف المنطقة التناسلية.

• شرب كميات كافية من الماء لتجنب ترك البول يركد في المثانة.

• غسل المنطقة قبل وبعد ممارسة الجنس، والتبول بعده مباشرة.

• ارتداء ملابس داخلية قطنية.
  بالإضافة إلى ذلك، يمكن في حالات الالتهابات المتكررة استخدام مضادات حيوية منخفضة الجرعة، أو هرمون الإستروجين المهبلي، أو مطهر البول ميثينامين هيبورات تحت إشراف طبي.

الالتهابات المزمنة 

بعض النساء يعانين من التهابات مزمنة أو متكررة، حيث تستطيع البكتيريا الالتصاق بجدار المثانة أو الاختباء في خلاياها تحت غشاء حيوي يحميها من المضادات الحيوية والجهاز المناعي.
الباحثون يعملون حاليًا على فهم أسباب التكرار المزمن واكتشاف طرق علاج فعالة تستهدف هذه البكتيريا المخبأة.

الخلاصة:

التهابات المسالك البولية تشكل تحديًا صحيًا كبيرًا للنساء حول العالم، ليس فقط بسبب العدوى نفسها، بل أيضًا بسبب التداعيات النفسية والاجتماعية، وتصاعد مقاومة البكتيريا للأدوية.
الوقاية تعتمد على النظافة الشخصية، التبول المنتظم، الترطيب الكافي، واتباع تعليمات طبية دقيقة، بينما يسعى البحث الطبي إلى بدائل فعالة للمضادات الحيوية والتقليل من الالتهابات المزمنة والمتكررة.

المصدر  bbc