لماذا الحكومة اللبنانية تسعى لنزع سلاح حزب الله؟

منذ أيام والخطاب اللبناني الحكومي الرسمي غريب جداً

 0
لماذا الحكومة اللبنانية تسعى لنزع سلاح حزب الله؟

الكاتب: أسعد عبدالله


منذ أيام والخطاب اللبناني الحكومي الرسمي غريب جداً، فهو بنبرة تصعيد ضد حزب الله، الحزب الذي قدم خمسة آلاف شهيد وثلاثة عشر ألف جريح في المواجهة الأخيرة ضد الكيان الصهيوني، وحفظ كرامة لبنان، وكان خط الصد الأول أمام الصهاينة.

لكن يبدو أن الحكومة اللبنانية تسير وفق ما يريد ترامب! فأمريكا تضغط حالياً بموضوع نزع سلاح حزب الله، وهي تسعى لإجبار الحكومة اللبنانية لتبني الموقف الأمريكي، وهو ما فعلته الحكومة أخيراً.


والحقيقة هناك مخاوف حقيقية من أن الضغوط قد تنتج شيء سريع يهدد الجهود اللبنانية الساعية للحفاظ على دولة لبنان، فإذا لم تتحقق إرادة أمريكا ضد حزب الله، فقد تدفع أمريكا بصناعتها في دمشق "الإرهابي الشرع" ليجتاح بيروت، ليكون حلًّا يتناغم مع سلوك ترامب الجنوني، مما يعني تدمير الدولة اللبنانية وإعادة لبنان إلى مربع السبعينات.


فيبدو أن الحكومة اللبنانية المدعومة خليجياً تجد نفسها بين خيارين:

  • إما أن تخوض حرباً ضد الكيان الصهيوني،

  • أو أن تقوم بحرب داخلية ضد حزب الله،

وإذا لم يتحقق الخياران، فتتجه أمريكا للخيار الثالث وهو دفع جيش الشرع لدخول بيروت وإشاعة الفوضى والاقتتال داخل لبنان.


وكل الاحتمالات صعبة جداً على اللبنانيين، وكل نتائجها كارثية على كل المنطقة.


· الحكومة اللبنانية تعمل على خيار نزع السلاح

تجد الحكومة اللبنانية أن هذا الخيار هو الذي سيجنبها حرب الكيان أو الجولاني، حيث أعلنت أن الجيش اللبناني سيضع خطة لوضع السلاح حصرياً في أيدي الدولة بحلول نهاية العام.

وأعلن حزب الله وحليفته السياسية حركة أمل في اليوم التالي أنهما "سيتعاملان مع القرار كما لو أنه غير موجود"، واتهما الحكومة بخدمة الإملاءات الأمريكية.


لقد وُلدت الحكومة اللبنانية الحالية بعد الحرب الأخيرة، ويمكن القول إن أمريكا هي التي ساعدت بولادة هذه الحكومة، وتحصلت على دعم كل العرب المطبعين مع الكيان، ووضع لها هدف يجب أن تحققه وهو نزع سلاح حزب الله، خصوصاً أن حزب الله فقد قياداته الصف الأول، وخرج من الحرب جريحاً ويحاول تنظيم صفوفه، فتأتي الضغوط الحكومية لتمنعه من إعادة التنظيم ومحاولات الضغط عليه وهو جريح.


· هل تغيرت الظروف التي أوجدت حزب الله؟

الظروف التي دفعت لولادة حزب الله في الثمانينات ما زالت موجودة، حيث الاعتداءات الصهيونية واحتلال الأرض اللبنانية لا يزال قائماً.

لذلك الدعوات لنزع سلاح الحزب هدفها إزالة أي تهديد للكيان الصهيوني، خصوصاً أن حزب الله شكل صداعاً مزمناً للصهاينة، وأفشل مخططاتهم منذ عام 1982 وحتى 2025، لكن هذا الأمر لا يرضي خط المحور الأمريكي-الصهيوني.


أمريكا لا يهمها وجود دولة قوية في لبنان، بل ما يهمها هو القضاء على عنصر القوة في لبنان وهو حزب الله.

ويجب أن نلفت إلى أن إصرار الحكومة اللبنانية على تحقيق الرغبة الأمريكية، ستقود إلى حدوث استقطاب طائفي، حيث سيقف شيعة لبنان مع حزب الله وحركة أمل، بدلاً من تحقيق الوحدة الوطنية.


يدرك المواطن اللبناني جيداً أن الادعاءات الحكومية مجرّد أوهام وشعارات فارغة، فها هي آلة القتل الصهيوني تضرب جنوب لبنان يومياً، والحكومة اللبنانية عاجزة عن أي رد فعل اتجاه التجاوزات الصهيونية!

فأين هي حماية السيادة؟ لم يرد الجيش اللبناني على أي من آلاف الغارات الجوية الإسرائيلية على البلاد منذ نوفمبر/تشرين الثاني ولا يتوقع أحد أن يفعل ذلك، ولا يستطيع الجيش الذي يعاني من نقص التجهيز والعدد أن يفعل الكثير في مواجهة الجيش الصهيوني المجهز بطائرات مقاتلة أمريكية.


· الحكومة اللبنانية توافق على الخطة الأمريكية

الحكومة اللبنانية توافق على مقترح أمريكي لنزع سلاح حزب الله، حيث صرح وزير الإعلام اللبناني بول مرقص يوم 7-8-2025 بأن مجلس الوزراء اللبناني وافق على بنود الاتفاقية التي اقترحتها أمريكا لنزع سلاح حزب الله.

وقال مرقص للصحفيين:
"مجلس الوزراء أقر البنود الواردة في اقتراح الجانب الأمريكي."

وتشمل البنود الرئيسية للاتفاقية المقترحة من الولايات المتحدة التصفية التدريجية للوجود المسلح، بما في ذلك حزب الله، ودعم الجيش اللبناني ونشره في جنوب البلاد.


وعلق مرقص على انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل من جلسة مجلس الوزراء قائلاً:
"خروج الوزراء الـ 5 من الجلسة لا يعني استقالتهم من الحكومة، وهذا لا يمس بمسألة الميثاقية."

ومن جانبه، قال المبعوث الأمريكي توم باراك عبر حسابه على منصة "إكس":
"تهانينا للرئيس اللبناني ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء.. نهنئ على اتخاذ هذا الأسبوع القرار التاريخي والجريء والصائب ببدء التنفيذ الكامل لاتفاقية وقف الأعمال العدائية."


· أخيراً

يبدو أن مستقبل لبنان صعب التكهن به، فكل الاحتمالات صعبة، لكن كان على الحكومة اللبنانية الاحتفاظ بعناصر القوة لديها، والمتمثلة بـسلاح حزب الله، لتبقى حالة التوازن في المنطقة، بدل أن يستفرد الكيان الصهيوني بجيرانه وبلدان الشرق الأوسط.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0