شوارع بغداد تستغيث... والمواطن يدفع ضريبة الفشل الحكومي

عين نيوز

مارس 3, 2019 - 14:00
 0
شوارع بغداد تستغيث... والمواطن يدفع ضريبة الفشل الحكومي
بدون وصف


أصبح السير والتنقل في شوارع بغداد أمراً يحرق أعصاب أصحاب السيارات ومعهم الركاب ؛ نتيجة الزحام الخانق الذي تشهده شوارع بغداد ، نظير الأعداد الهائلة من السيارات، والذي يأتي بسبب سوء تخطيط الشوارع، وقِدمها وعدم تطوير شبكة الطرق وغياب ستراتيجية لتطوير مدينة بغداد وبناء مجسرات أو إنشاء أنفاق جديدة ، وعدم وجود نظام مروري حازم يوقف المخالفين.

وبرغم قرارات الحكومة بفتح عشرات الشوارع في العاصمة بغداد، وإلغاء العديد من السيطرات ، إلا أن بغداد لاتزال تستغيث ولا تستطيع أن تتنفس بسبب شدة الازدحامات خصوصاً أثناء الدوام الرسمي
محمود عزيز موظف يقول إن ما نشاهده من زحامات كبيرة في الشوارع يتطلب وجود نظام مروري حازم يفرض هيبة رجل المرور، وكذلك وجود طرق حديثة وأنفاق ومجسرات ، أمّا اللجوء إلى أسلوب الحلول الوقتية غير المبنية على خطط مدروسة فإنه لن يفيد؛ لأنه مجرد مسكنات لأزمة تتزايد يوماً بعد آخر ،
وشدّد عزيز على أن التخطيط السليم لشبكة الطرق في المدن له دور كبير في انسيابية وسهولة الحركة المرورية، مضيفاً أنه لابد أن يكون لدى محافظة بغداد مخطط هندسي عام شامل ومرن لطرق السيارات وإعدادها من عام إلى عام، وكذلك تطور المدينة والمناطق التي ستنتقل إليها الكثافة المرورية في المستقبل، على أن يكون المخطط الشامل للنقل العام متناسباً مع نمو العاصمة بغداد في الحاضر والمستقبل ويتواكب مع تمدد المناطق ونموها، مضيفاً أن أسلوب الحلول الوقتية غير المبنية على خطط مدروسة لا يفيد؛ لأنه مجرد مسكنات لأزمة السير في بغداد التي تتزايد باستمرار ، وهذا يتطلب وجود مهندسين في مجال الطرق والمرور، ، مبيناً إنه لم يعد المطلوب من رجل المرور أن يقف تحت مظلة لينظم حركة السير ويقفل الإشارة ويفتحها؛ لأن هذه أمور أصبح التحكم فيها آلياً، لكن يجب عليه أن يكون متواجداً لمراقبة تقيد كل صاحب مركبة بالأنظمة المرورية، وعدم السماح بمخالفتها؛ لأن الملاحظ أن الكثير من أصحاب السيارات يخالفون الأنظمة بشكل سافر وفي وضح النهار بعد أن تحول وجود رجل المرور الى شيء رمزي في الشوارع
من جانبه نفى صادق عيسى أحد رجال المرور في شارع الرشيد - أن يكون رجل المرور غائباً ولا يؤدي عمله كما ينبغي، مؤكداً على أن رجال المرور موجودون في كل موقع وتواجدهم على مدار ساعات اليوم، والدوريات المرورية لا تتوقف عن رصد الازدحام وضبط المخالفات، مضيفاً أن عدم وجود شوارع جديدة وقدم الطرقات وغياب المجسرات والانفاق هو السبب الرئيس في ظاهرة الازدحامات التي يعاني منها رجل المرور قبل المواطن
مواطن يؤكد "، أن "الازدحامات في بغداد شلّت مفاصل الحركة في العاصمة، لدرجة أن بغداد تبدو غابة من السيارات في أغلب أوقاتها، وأضاف أن "الوضع في شوارع بغداد مجنون وهستيري، وتشعر لوهلة أن الجميع يعاني من أمراض نفسية، فالوضع النفسي مضطرب وعصبي، وكأن الجميع حكم عليه بالموت البطيء".
المسؤول المحلي في العاصمة بغداد عبد الرحمن الزوبعي في حديث للمدى إن "شوارع المدينة تستوعب 600 ألف مركبة فقط، إلا أن المركبات المتواجدة في بغداد فاقت المليوني مركبة، والعدد بازدياد مع وجود شركات تبيع السيارات بالتقسيط المريح، وعدم وجود إدراك حقيقي لحجم الأزمة من قبل وزارة التخطيط"، لافتاً إلى أن "الشوارع التي فُتحت بأمر من رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، لم تنعش بغداد بالقدر الذي كان متوقعاً، مع العلم أنها ساعدت لكن دون المستوى الذي يسعى له المواطن".
ويكمل إن "الزخم المروري لم يؤثر على حركة السير فقط، إنما على تراجع الأداء الوظيفي والتأخر بالوصول إلى الدوام، ويبدو على الموظفين في الدوام الحكومي وغيره في القطاع الخاص اللهاث الدائم كأنهم أمام تحدٍ دائم، وهو الوصول إلى الدوام في الوقت المحدد، لكنهم يواجهون عرقلة الازدحامات".
وتشير أحد البحوث الصادرة عن المركز القومي لأبحاث البيئة والصحة في (نيبيرج) بألمانيا، إلى أن التكدس المروري لا يسبب فقط سوء المزاج، وتدني الإنتاجية، وكثرة أخطاء العمل، ولكنه قد يسبب الوفاة، وإنه يرتبط بإصابة شخص واحد من بين كل 12 بأزمة قلبية، وأن الأشخاص الذين يواجهون التكدس المروري ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية ثلاث مرات عن غيرهم وحذّرت من آثار الاختناقات المرورية على أصحاب الأمراض المزمنة كالسكّر وأمراض القلب. وتضيف الدراسة الى أن " تأخر العاملين كل يوم عن بداية وقت الدوام الرسمي بساعة أو أكثر، يقلل في مجمله ساعات العمل المطلوبة مما يخفض الإنتاجية، وكذلك يتكبد القطاع الخاص كثيراً من الخسائر سنوياً بسبب تأخر وصول شحنات وبضائع الشركات نتيجة لهذه الزحمة المرورية، وما يصاحبها من الحوادث المتكررة وبالتالي ترتفع فاتورة خسائر الاقتصاد الوطني بشكل عام.
المواطن المتضرر الوحيد في أزمة الزخم المروري يعرض من خلال شبكة النبأ المعلوماتية" مشكلاته اليومية إذ يشكو المواطن ابو حمزة البياتي رجل خمسيني يصطحب زوجته المقعدة في كرسي متحرك من أزمة زحمة الشوارع ويقول: زوجتي تحتاج لمراجعة الطبيب مرتان في الشهر لم أعد أقوى نفسياً على المراجعة بها فرحلة الذهاب بشوارع مشلولة وعاجزة كعجزها يضعف قابليتي على التحمل ويستنزف طاقتي.

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0