دراسة سويسرية عن الأخبار الزائفة تثير جدلًا أخلاقيًا واسعًا على "ريديت"

كشفت دراسة مثيرة للجدل أجراها باحثون من سويسرا حول الأخبار الزائفة على منصّة "ريديت" عن تحديات أخلاقية حادّة

 0
دراسة سويسرية عن الأخبار الزائفة تثير جدلًا أخلاقيًا واسعًا على "ريديت"

كشفت دراسة مثيرة للجدل أجراها باحثون من سويسرا حول الأخبار الزائفة على منصّة "ريديت" عن تحديات أخلاقية حادّة في ممارسات البحث العلمي، خصوصًا تلك التي تتعلّق بالمجتمع وتأثير الذكاء الاصطناعي على الرأي العام.

اختبار سرّي لتضليل الجمهور

نفّذ فريق بحثي يرتبط اسمه بجامعة زيورخ تجربة سريّة على منصّة Reddit، تمثلت في استخدام نماذج لغوية كبيرة (LLMs) مدعومة بالذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مضلّلة على مجموعة فرعية ضمن المنصّة تُعرف بـr/changemyview. وتم ذلك دون علم المشاركين، الذين تفاعلوا مع منشورات الذكاء الاصطناعي على مدى عدة أشهر، عبر حجج مؤيّدة أو معارضة.

تجاوز القواعد الأخلاقية

تعمّد فريق البحث إخفاء طبيعة التجربة، ونشر المشاركات عبر حسابات آلية بأسماء مستعارة، ما شكّل خرقًا واضحًا لقوانين "ريديت" التي تحظر استخدام الروبوتات لخداع المستخدمين. وقد برّر الفريق تصرفه في البداية بـ"أهمية الموضوع اجتماعيًا"، مؤكدًا أن البحث يستحق التجربة حتى لو خالف القواعد، قبل أن يصدر بيان اعتذار لاحقًا جاء فيه:

"أدّت ردود فعل المجتمع التي اتّسمت بخيبة الأمل والإحباط إلى شعورنا بالندم على الإزعاج الذي تسببت به هذه الدراسة".

انتقادات لاذعة من لجان الأخلاقيات

أدانت دومينيك سبرومونت، رئيسة لجنة أخلاقيات البحث العلمي في كانتون "فو"، التجربة، ووصفتها بأنها لا تنتهك فقط معايير البحث، بل تقوّض قواعد الثقة المجتمعية داخل منصات التواصل. وأكدت أن "سوء استخدام العلم لأغراض تضليلية هو سلوك غير أخلاقي، ويقوّض مصداقية المؤسسات الأكاديمية".

معضلة الخداع في أبحاث المعلومات المضللة

تطرح هذه القضية إشكالية شائعة في بحوث الأخبار الزائفة، إذ يرى بعض الباحثين أن الخداع قد يكون ضروريًا لرصد ردود الفعل الطبيعية، لكنهم يقرّون بوجود حدود لا يمكن تجاوزها. فينبغي احترام خصوصية المشاركين، والحصول على موافقتهم الصريحة، وضمان عدم التسبب بأي ضرر نفسي أو اجتماعي.

مشروع خارج الجامعة؟

تشير جامعة زيورخ إلى أن الباحث الرئيسي في هذه الدراسة غادر الجامعة في سبتمبر الماضي، وأن تنفيذ المشروع بدأ بعد مغادرته. وبذلك، تنفي الجامعة أي صلة مباشرة بالتجربة، مؤكدة أن "لا طلاب ولا أعضاء هيئة تدريس شاركوا في المشروع خلال تنفيذه".

وتوضح أن المشروع عُرض سابقًا على لجنة الأخلاقيات في كلية الفنون والعلوم الاجتماعية، لكنها رفضته وقتها، وأوصت بالتزام قوانين المنصّة وإبلاغ المشاركين قدر الإمكان. غير أن الدراسة نُفّذت رغم ذلك، ما أثار التباسًا في تحديد الجهة المسؤولة.

مخاوف قانونية وتحقيقات محتملة

حتى الآن، لم تُفتح تحقيقات رسمية، لكن مفوضة حماية البيانات في زيورخ، دومينيكا بلونسكي، تتابع الملف عن كثب، معبرة عن قلقها من تقارير إعلامية تشير إلى احتمال حدوث انتهاكات لقوانين حماية البيانات الشخصية، وخصوصًا ما يتعلق بتصنيف المستخدمين عبر المنصّة دون علمهم.

في الوقت ذاته، تواجه الجامعة "مطالب قانونية رسمية" من منصّة ريديت، وتتجه إلى مراجعة أكثر صرامة لأبحاث الذكاء الاصطناعي في المستقبل، إلى جانب ضرورة التنسيق مع مجتمعات الإنترنت المستهدفة قبل إجراء أي تجربة مشابهة.

جدل يتجاوز الحدود الأكاديمية

أعادت هذه الدراسة تسليط الضوء على العلاقة المعقدة بين حرية البحث العلمي ومتطلبات الأخلاق المهنية، في عصر يتحوّل فيه الذكاء الاصطناعي إلى أداة لها القدرة على تشكيل الآراء والتوجهات العامة، وربما التلاعب بها.

ومع أن الدراسة لم تنشر بشكل رسمي، إلا أن آثارها لا تزال قائمة، وتثير تساؤلات عميقة حول مسؤولية الباحثين والمؤسسات في ضمان شفافية الأبحاث وحماية المجتمعات الرقمية من الاستخدام غير المنضبط للتقنيات الحديثة.


#الذكاء_الاصطناعي #الأخبار_الزائفة #أخلاقيات_البحث #ريديت #جامعة_زيورخ #خداع_رقمي #روبوتات_AI #البحث_العلمي #خصوصية_البيانات #تجربة_سوسيولوجية

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0