إيلون ماسك يلوّح بتقليص تمويله السياسي: "مخاوف انتخابية" تضرب الجمهوريين

يواجه الحزب الجمهوري الأميركي حالة من القلق المتزايد بعد تصريحات للملياردير إيلون ماسك ألمح فيها إلى تقليص دعمه المالي للحملات الانتخابية

 0
إيلون ماسك يلوّح بتقليص تمويله السياسي: "مخاوف انتخابية" تضرب الجمهوريين

يواجه الحزب الجمهوري الأميركي حالة من القلق المتزايد بعد تصريحات للملياردير إيلون ماسك ألمح فيها إلى تقليص دعمه المالي للحملات الانتخابية، ما قد يُحدث فجوة كبيرة في التمويل مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي المقبلة.

تغير في الأولويات: من السياسة إلى الأعمال

أعلن ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وأغنى رجل في العالم، خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي، عزمه تقليص أنشطته السياسية في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أنه "فعل ما يكفي" على هذا الصعيد، وأن تركيزه المستقبلي سيكون على إدارة أعماله.

ويأتي هذا الإعلان بعد إنفاقه ما لا يقل عن 250 مليون دولار لدعم حملة الرئيس دونالد ترمب من خلال لجنة عمل سياسي، ما جعله في موقع تأثير مباشر داخل الإدارة الجديدة.

دور غير رسمي لكن مؤثر في إدارة ترمب

رغم عدم توليه أي منصب رسمي، لعب ماسك دورًا بارزًا داخل البيت الأبيض بقيادة ما سُمي بـ"إدارة كفاءة الحكومة"، وهي مبادرة تهدف إلى تقليص النفقات وتخفيض عدد الموظفين الحكوميين.
وقد أثار ذلك احتجاجات واسعة، خصوصًا بعد تقارير عن تواجده الدائم في البيت الأبيض ومشاركته في الاجتماعات الحكومية والدبلوماسية، حيث يوصف بأنه يملك "مكتبًا فعليًا" هناك.

مخاوف من فراغ تمويلي في معسكر الجمهوريين

أثار حديث ماسك عن تقليص تمويله السياسي مخاوف داخل الحزب الجمهوري من فقدان أحد أكبر مموليه. وقال المستشار الجمهوري أليكس كونانت إن "هذا الانسحاب يثير القلق، لأنه لا يمكن اعتبار دعم المتبرعين الكبار أمرًا مضمونًا"، لكنه أضاف أن ماسك "قد يعود بقوة إذا ظهر مرشح يثير اهتمامه في 2028".

وعلى الرغم من هذه المخاوف، يرى البعض أن الرئيس ترمب قادر على تعويض هذا الغياب، حيث قال المستشار رون بونجيان: "ترمب قادر على جمع أموال ضخمة بسرعة كبيرة، وقد يعوّض تراجع ماسك وربما يتجاوزه".

أزمة صورة وشبهات بـ"العبء السياسي"

واجه ماسك انتكاسة بارزة بعد فشل رهانه في دعم مرشح محافظ لعضوية المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن، رغم إنفاقه ملايين الدولارات في الحملة، ما جعل حضوره محط انتقاد حتى من داخل الحزب.
ويرى مراقبون أن انخراطه الزائد في ذلك السباق حول الأنظار عن المرشح وجعل من ماسك نفسه "المحور الرئيسي للسباق".

وقال براندون شولتز، الاستراتيجي الجمهوري في ويسكونسن، إن ماسك "تحول إلى شخصية سامة في أعين الناخبين، لدرجة أن الليبراليين احتفلوا بخسارته كأنه مرشح".

تراجع في الأداء التجاري يضغط على ماسك

التحديات التي تواجهها تسلا، من بينها انخفاض المبيعات وتراجع السمعة التجارية، تشكل عاملاً إضافيًا للضغط على ماسك للابتعاد عن السياسة والتركيز على أعماله.
وفي هذا السياق، أشار كونانت إلى أن ماسك يواجه ضغوطًا من مستثمريه لإعادة التركيز على صناعة السيارات، وربما يرسل إشارات تهدئة لهم من خلال تقليل مشاركته السياسية.

"متربص في الخفاء": هل ينسحب فعلاً؟

رغم تصريحاته بالانسحاب، يشكك سياسيون من كلا الحزبين في نية ماسك الابتعاد تمامًا عن الساحة. وقال النائب الديمقراطي مارك بوكان إن "ماسك مجرد متربص في الخفاء، لكنه لا يزال داخل الغرفة"، في إشارة إلى استمرار نفوذه.

ويرى الجمهوري براين سايتشيك أن ماسك "قد يغير رأيه في أي لحظة"، مشيرًا إلى أن نفوذه لن يتلاشى بسهولة، حتى إذا تراجع حضوره المباشر في واشنطن.

الديمقراطيون: سنحوّل ماسك إلى عبء انتخابي

من جانبهم، يسعى الديمقراطيون إلى استغلال الجدل حول دور ماسك باعتباره "عبئًا سياسيًا" على الجمهوريين. وقال الاستراتيجي الديمقراطي أنتجوان سيووريت إن "الضرر وقع بالفعل"، مضيفًا أن ابتعاد ماسك عن الواجهة لن يمنع من استحضار سياساته المثيرة للجدل كأداة انتخابية ضد مرشحي الحزب المنافس.


خلاصة المشهد

تصريحات ماسك تشير إلى تغير في خارطة التمويل السياسي داخل الحزب الجمهوري، لكنها في الوقت ذاته لا تعني نهاية نفوذه. فرغم تراجعه العلني، يبقى لاعبًا غير رسمي لكنه مؤثر في السياسة الأميركية، وسط تساؤلات مستمرة: هل انسحابه تكتيكي أم دائم؟ وهل يعود إلى الساحة إذا اقتضت مصلحته ذلك؟

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 1
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 1
حزين حزين 0
رائع رائع 0