وكالة عين للانباء 

تجددت التوترات الدامية بين أفغانستان وباكستان بعد اشتباكات عنيفة بين جيشي البلدين، في واحدة من أعنف المواجهات الحدودية منذ سنوات، ما أثار مخاوف من تحولها إلى صراع إقليمي مفتوح.

ليلة من النار والدم... خسائر فادحة للطرفين

وأعلنت مصادر أمنية من الجانبين أن القوات تبادلت إطلاق النار بكثافة طوال الليل على طول الشريط الحدودي، وسط استخدام أسلحة ثقيلة وقذائف مدفعية.

وأكدت حكومة «طالبان» أن قواتها استهدفت مواقع عسكرية باكستانية في عمليات انتقامية رداً على ما قالت إنه غارات جوية باكستانية داخل الأراضي الأفغانية الأسبوع الماضي.

ووفقاً للجيش الباكستاني، فقد قُتل 23 جندياً وأُصيب 29 آخرون، بينما أعلنت كابل مقتل 9 جنود أفغان وإصابة 16 آخرين، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

تصعيد خطير منذ سيطرة طالبان على الحكم

تشهد العلاقات بين البلدين تصاعداً حاداً في التوترات منذ أن استعادت حركة طالبان السيطرة على السلطة عام 2021، إذ تتهم إسلام آباد الحركة بالتساهل مع جماعات مسلحة تنفذ هجمات داخل باكستان، في حين ترد كابل باتهامات مضادة لباكستان بـانتهاك سيادتها عبر غارات متكررة.

ويرى مراقبون أن هذه الاشتباكات قد تشعل نزاعاً واسعاً في منطقة تعاني أصلاً هشاشة أمنية، وسط تحذيرات من أن أي خطأ في الحسابات قد يجرّ المنطقة إلى مواجهة مفتوحة بين قوتين نوويتين متجاورتين.

وساطة قطرية – سعودية تمنع الانفجار

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرسمي باسم حكومة طالبان، إن القتال توقف عند منتصف الليل بفضل تدخل دبلوماسي عاجل من قطر والسعودية، اللتين حثّتا الطرفين على ضبط النفس وتجنّب مزيد من التصعيد.

وأضاف مجاهد محذّراً:

أي انتهاك لسيادة أفغانستان سيُقابل بردٍّ انتقامي،
في إشارة إلى أن الهدوء الحالي هشّ ومؤقت وقد ينفجر مجدداً في أي لحظة.

حدود ملتهبة.. وسلام على كفّ عفريت

تأتي هذه التطورات بينما يحاول المجتمع الدولي احتواء التوتر المتصاعد في المنطقة، حيث يُخشى أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وإفشال جهود الوساطة الدولية.

ففي الوقت الذي تتبادل فيه كابل وإسلام آباد الاتهامات، يبقى المدنيون على جانبي الحدود هم الخاسر الأكبر من حرب لا تُعلن ولا تنتهي.

#وكالة_عين_للأنباء #أفغانستان #باكستان #اشتباكات_حدودية #طالبان #إسلام_آباد #كابل #تصعيد_عسكري #وساطة_عربية #قطر #السعودية