عين للأنباء – طهران

حذّرت إيران، يوم الاثنين، من تداعيات التصعيد العسكري المتنامي بين باكستان وأفغانستان، مشيرة إلى أن أي توتر في العلاقات بين البلدين الجارين قد يتسبب في تداعيات إقليمية واسعة تتجاوز حدودهما الجغرافية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن "أحد المحاور المهمة بالنسبة لنا هو الأمن والاستقرار في البيئة المحيطة بنا، فأفغانستان وباكستان هما جارتانا المسلمتان، ونرى أن أي توتر بينهما قد يترتب عليه تداعيات تتجاوز حدودهما".

وأضاف أن بلاده تدعو الطرفين إلى الحوار وضبط النفس، مؤكداً أن "الخلافات بين أفغانستان وباكستان يجب أن تُحل عبر الحوار والتفاعل السلمي"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا.

تهديدات متبادلة

من جانب آخر، أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ما وصفه بـ"الاستفزازات الأفغانية"، متوعداً بـ"رد قوي وفعال" بعد مواجهات حدودية دامية شهدتها المناطق الفاصلة بين البلدين ليل الأحد.

وقال شريف في بيان: "لن يكون هناك أي مساومة على الدفاع عن باكستان، وسيُقابَل كل استفزاز برد قوي"، متهماً سلطات حركة "طالبان" بالسماح لعناصر إرهابية باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد باكستان.

وبعد ساعات من الاشتباكات، أعلنت باكستان إغلاق عدد من نقاطها الحدودية مع أفغانستان، فيما أكدت حركة "طالبان" مقتل 58 جندياً باكستانياً في عمليات نفذتها الليلة الماضية، مشيرة إلى أن الوضع عاد إلى طبيعته على الحدود.

وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن قواتها نفذت عملية انتقامية ناجحة ضد القوات الباكستانية "رداً على الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي الأفغاني والغارات الجوية الباكستانية"، مؤكدة أن العملية انتهت "عند منتصف الليل وكانت ناجحة".

ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر متصاعد منذ أشهر بين كابول وإسلام آباد، حيث تتهم الأخيرة حكومة "طالبان" بإيواء مسلحين ينفذون هجمات داخل الأراضي الباكستانية، فيما تعتبر كابول تلك الاتهامات "ذرائع لتبرير الغارات الجوية" التي تشنها باكستان داخل أفغانستان.

ويرى مراقبون أن استمرار الاشتباكات بين البلدين قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة الحدودية الهشة، ويهدد مشاريع التعاون الإقليمي في مجالات الأمن والطاقة والنقل، وسط صمت دولي حذر ومخاوف من اتساع رقعة الصراع.

#أفغانستان #باكستان #إيران #طالبان #إسلام_آباد #طهران #وكالة_عين_للأنباء