الاستحمام بالماء المثلج.. بين أسطورة التعافي السريع وحقيقة إعاقة نمو العضلات

الجلوس في أحواض مملوءة بالماء المثلج

سبتمبر 14, 2025 - 00:18
 0
الاستحمام بالماء المثلج.. بين أسطورة التعافي السريع وحقيقة إعاقة نمو العضلات

عين للأنباء – لندن


منذ سنوات طويلة، اعتاد كبار الرياضيين حول العالم على الجلوس في أحواض مملوءة بالماء المثلج عقب المباريات والتدريبات الشاقة، ظناً منهم أن هذه الوسيلة تسرّع عملية التعافي وتمنح العضلات طاقة جديدة. لكن أبحاثاً علمية حديثة تكشف أن هذه العادة قد تكون سيفاً ذا حدين: مفيدة على المدى القصير، لكنها ربما تُعيق بناء العضلات وقوتها على المدى البعيد.

ممارسة شائعة بين الأبطال

البريطاني آندي موراي، المصنف الأول سابقاً في التنس، كان يواظب بعد كل مباراة على جلسة تدليك وغذاء متوازن، لينهي برنامجه الرياضي بالجلوس عشر دقائق في حوض ماء مثلج بدرجة حرارة لا تتجاوز 10 درجات مئوية. وبالمثل، اتبعت البطلة الأولمبية في السباعي جيسيكا إينيس هيل الروتين ذاته. هذا السلوك أصبح تقليداً لدى العديد من الرياضيين، باعتباره وصفة سحرية لإزالة الألم والتعب.

 تقليل الالتهاب والتورم

الفكرة الأساسية تقوم على أن انخفاض درجة الحرارة يؤدي إلى تضيّق الأوعية الدموية، وبالتالي تقليل تدفق الدم والحد من الالتهاب. وهو ما يساعد مؤقتاً في تخفيف التورم الناتج عن التمزقات الدقيقة في أنسجة العضلات. التجارب البسيطة، مثل وضع أكياس الثلج على الإصابات الموضعية، دعمت هذا الاعتقاد وأعطته شرعية طبية شعبية.

فائدة مؤقتة 

لكن نتائج الدراسات الواسعة جاءت أقل تفاؤلاً. فقد كشفت أبحاث أن تبريد العضلات بعد التمرين يقلل من سرعة بناء البروتين العضلي اللازم لنمو الألياف واستعادتها. وفي دراسة قارنت بين مجموعتين مارستا تمارين بناء القوة على مدى ثلاثة أشهر، تبين أن الذين لجؤوا إلى الماء المثلج كانت زيادة الكتلة العضلية وقوة التحمل لديهم أبطأ مقارنة بمن لم يستخدموا هذه الوسيلة.

اختلاف الفعالية 

اللافت أن الأثر قد يختلف حسب الفئة العمرية. ففي تجربة على أشخاص تجاوزوا الـ65 عاماً، أدى تناول مضادات الالتهاب مع التمارين الشاقة إلى زيادة حجم العضلات، بينما أظهرت تجارب على شباب رياضيين أن النتيجة كانت عكسية. وهذا يفسر أن بعض الالتهابات ضرورية لتحفيز العضلة على التعافي والبناء، وهو ما قد يُفقد إذا تم إيقاف الالتهاب مبكراً.

بدائل أخرى

فريق بحثي من أستراليا والنرويج واليابان قارن بين الغمر في الماء المثلج وبين ممارسة التمارين الخفيفة عقب التمارين الشاقة. النتيجة: التمارين الخفيفة، مثل ركوب الدراجة بوتيرة بطيئة، ساعدت على التعافي دون التأثير سلباً على نمو العضلات، بينما لم يظهر للماء المثلج أثر كبير في الحد من الالتهابات أو تعزيز البناء العضلي.

رأي الخبراء:

البروفيسور جوناثان بيك من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا يرى أن الماء المثلج قد يكون مفيداً فقط خلال البطولات الكبرى، حين يحتاج اللاعب للتعافي السريع بين جولة وأخرى. لكنه يحذر من اعتماده كروتين دائم، مؤكداً أن "ما يعتقده الرياضيون مفيداً قد يكون في الحقيقة معيقاً لبناء القوة على المدى الطويل".

الخلاصة 

  • الماء المثلج يخفف الألم والورم مؤقتاً.

  • لكنه قد يبطئ عملية إصلاح العضلات ونموها.

  • كبار السن قد يستفيدون من تقليل الالتهاب، بينما الشباب الرياضيون يتضررون.

  • بدائل مثل التمارين الخفيفة بعد التدريب قد تكون أكثر فاعلية وأقل خطراً.


#الرياضة #التعافي_العضلي #الماء_المثلج #بناء_العضلات #الصحة_واللياقة #عين_للأنباء

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0