عين للأنباء – صنعاء

شنت إسرائيل، فجر الخميس، غارات جوية على صنعاء استهدفت مقرات الحوثيين، شملت وزارتي الدفاع والمالية، إلى جانب معسكرات ومجمعات تخزين أسلحة، في خطوة اعتبرها مراقبون استمراراً لـ"حلقة الاستهدافات التكتيكية" ضد القدرات العسكرية اليمنية.

البعد العسكري للغارات
وفق مصادر صحفية، استهدفت الضربات معسكرات ومستودعات أسلحة في عدة مناطق، منها مديرية الحزم بمحافظة الجوف، إضافة إلى مواقع إعلامية للجماعة في وسط العاصمة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب ستواصل استهداف أي جهة تهدد أمنها، مشدداً على أن العمليات السابقة، بما فيها الهجوم على اجتماع القيادات الحوثية الشهر الماضي، كانت مؤثرة تكتيكياً لكنها لم تمنع استمرار التهديدات، بما في ذلك إطلاق مسيرات على مطاري اللد ورامون ومنشآت في ديمونا.

وأوضح المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية كوبي لافي أن الغارات تعكس قدرة استخباراتية دقيقة لتحديد مواقع قادة الحوثيين، مؤكداً أن الهدف وقف الهجمات المستمرة على إسرائيل دون الدخول في حرب شاملة مع اليمنيين المدنيين، وأن الضربات موجهة لتقويض القدرات العسكرية اليمنية.

الرد الحوثي وتهديدات المواجهة
أعلنت جماعة الحوثي سقوط قتلى وجرحى جراء الغارات، مع تهديد برد قادم، مؤكدين استمرار إطلاق صواريخ ومسيرات على إسرائيل، في إشارة إلى رغبتهم في الحفاظ على قدرة الرد على الضربات الإسرائيلية.

الأبعاد السياسية والرسائل الإقليمية
وأكد كوبي لافي، أن الغارات ليست مجرد عمليات عسكرية، بل تحمل رسائل إسرائيلية واضحة للنظام الإيراني وكل من يدعم الحوثيين، بأن أي تهديد لمصالح تل أبيب سيواجه ردًا حاسمًا. وأكد أن الضربات جزء من استراتيجية شاملة للردع طويل المدى تشمل حماية المصالح الإسرائيلية ومصالح الملاحة في البحر الأحمر والمنشآت المدنية والعسكرية.

المقاربة التكتيكية والتحكم في التصعيد
أكد لافي أن إسرائيل تركز على استهداف القدرات التي تشكل تهديداً مباشراً، مع الحد من المخاطر على المدنيين، بينما تواصل توسيع نطاق الضربات إذا لم تتوقف الهجمات الحوثية، مع الاستناد إلى التفوق التكنولوجي والاستخباراتي كأداة ردع أساسية.

صنعاء تحت مجهر إسرائيل
تكشف الغارات الأخيرة أن إسرائيل تعتبر اليمن  جزءاً من منظومة تهدد أمنها القومي، وأن أي نشاط معادٍ سيواجه ردًا سريعًا ودقيقًا، ضمن سياسة ردع استراتيجية طويلة المدى. ويظل حجم الردود القادمة للحوثيين وإمكانية تحول المواجهة إلى صراع أوسع محل مراقبة إقليمية ودولية.

#اليمن #الحوثيون #إسرائيل #صنعاء #الأمن_الإقليمي #عين_للأنباء