السليمانية تشتعل.. اعتقال لاهور شيخ جنكي يفتح جرح الانقسامات الكردية القديمة في العراق
أحداث عنف دامية في محافظة السليمانية شمال العراق

عين للأنباء – تقرير خاص
اندلعت أحداث عنف دامية في محافظة السليمانية شمال العراق، مساء الجمعة، عقب اعتقال زعيم حزب جبهة الشعب لاهور شيخ جنكي، أحد أبرز الشخصيات الكردية المثيرة للجدل. التطورات أعادت إلى الواجهة هشاشة الوضع الأمني والسياسي في إقليم كردستان العراق، وفتحت الباب مجدداً على ملفات الصراع التاريخي داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، وما يحمله من تهديدات جدية لاستقرار الإقليم ووحدته.
ليلة دامية.. حصيلة ثقيلة
شهدت أحياء السليمانية، خصوصاً منطقة سرشنار، اشتباكات مسلحة عنيفة بين مرافقي لاهور شيخ جنكي والقوات الأمنية المكلفة باعتقاله. ووفق مصادر أمنية، أسفرت المواجهات عن سقوط 3 قتلى ونحو 20 جريحاً، في حصيلة أولية أثارت قلقاً داخلياً وخارجياً.
وأكد مصدر أمني أن العملية نُفذت بناءً على مذكرة قضائية مرتبطة بقضايا أمنية ونظام عام، فيما نفى شيخ جنكي تلقيه أي استدعاء رسمي، معتبراً ما جرى استهدافاً سياسياً أكثر منه إجراءً قضائياً.
مواقف محلية: بين التهدئة والتحذير
-
مسرور بارزاني، رئيس حكومة الإقليم، حذر من أن المواجهات تهدد أمن واستقرار كردستان، داعياً الأطراف كافة إلى وقف العنف فوراً.
-
بغداد أصدرت بياناً شددت فيه على ضرورة الالتزام بالقانون وتجنب الانزلاق نحو الفتنة.
-
رئاسة إقليم كردستان أكدت أن جميع الخلافات يجب أن تُعالج في إطار القانون بعيداً عن السلاح والعنف.
صدى دولي وإقليمي
-
الولايات المتحدة أعربت عن قلقها البالغ، مؤكدة أن بعثتها تتابع التطورات "عن كثب" وداعية لضبط النفس.
-
تركيا أعلنت اتخاذ إجراءات لحماية رعاياها في السليمانية، في مؤشر على خطورة الوضع واحتمال اتساع رقعة التوتر إلى أبعاد إقليمية.
جذور الأزمة: صراع قديم متجدد
الأحداث الأخيرة تعيد إلى الأذهان الانقسام داخل الاتحاد الوطني الكردستاني. فمنذ عام 2021، دخل لاهور شيخ جنكي في صراع مع بافل طالباني انتهى بإقصائه من القيادة إثر اتهامات بمحاولة اغتياله، ليؤسس لاحقاً حزب جبهة الشعب الذي حصد مقعدين في انتخابات 2024، مهدداً هيمنة الاتحاد الوطني داخل معقله التقليدي في السليمانية.
ويرى مراقبون أن اعتقاله اليوم لا ينفصل عن هذا الصراع، متسائلين:
هل هو تطبيق للقانون أم تصفية حسابات سياسية بغطاء قضائي؟
البعد العسكري والخطر الأمني
بحسب عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفا محمد، احتفظ شيخ جنكي بقاعدة مسلحة تحت مسمى لواء الأقرب تضم نحو 300 عنصر، وهو أحد مؤسسي جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية، ما منحه نفوذاً عسكرياً واسعاً.
هذا النفوذ انعكس في اشتباكات سرشنار التي شهدت مواجهة بأسلحة تضاهي ما تمتلكه القوات الرسمية، ما يثير مخاوف من وجود أسلحة منفلتة حتى داخل الإقليم المعروف بانضباطه النسبي مقارنة بباقي العراق.
إرث الانقسامات الكردية
لم تكن كردستان بمنأى عن الانقسامات. ففي 2009، قاد نوشيروان مصطفى حركة التغيير بعد انشقاقه عن الاتحاد الوطني، مستقطباً قاعدة شعبية واسعة. واليوم، يبدو أن أزمة شيخ جنكي ليست سوى فصل جديد من صراع الزعامات الذي يختلط فيه السياسي بالعائلي، ليزيد المشهد تعقيداً.
سيناريوهات المستقبل: بين القانون والفوضى
-
الخيار الأول: أن تتحول الأزمة إلى فرصة لترسيخ دولة القانون في الإقليم.
-
الخيار الثاني: أن تنزلق الأحداث إلى دوامة صراع دموي جديد، يهدد صورة كردستان كـ"منطقة آمنة" مقارنة بباقي العراق.
ورغم محاولات أربيل وبغداد تهدئة الموقف، إلا أن القلق الدولي يعكس أن الأزمة قد تكون بداية مرحلة جديدة من الاستقطاب والصراع الداخلي، وهو ما سيضع الإقليم أمام اختبار صعب لمستقبله السياسي والأمني.
#السليمانية #لاهُور_شيخ_جنكي #كردستان #العراق #الاتحاد_الوطني_الكردستاني
ما هو رد فعلك؟






