وكالة عين للانباء - متابعات دولية

كشف موقع "المونيتور" الأمريكي أن إيران شرعت في استعدادات واسعة تحسباً لمواجهة عسكرية ثانية مع إسرائيل، أبرزها إنشاء مجلس الدفاع الوطني. التقرير أشار إلى أن هذه الخطوة تتجاوز كونها تعديلاً بيروقراطياً، إذ تمثل إعادة هيكلة شاملة لأنظمة القيادة العسكرية التي تعرضت لضربات موجعة خلال الحرب الأخيرة.

بحسب التقرير، بدأت إيران التحضير للحرب التالية قبل أن تهدأ أجواء الصراع الأول، حيث لم يمر سوى أقل من شهرين على انتهاء المعارك التي استمرت 12 يوماً حتى بدأت القيادة الإيرانية في إعادة تنظيم هياكلها الدفاعية.

المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وافق مؤخراً على تشكيل مجلس الدفاع الوطني، وهو هيئة مركزية زمن الحرب تُكلَّف بتنسيق الاستراتيجية والعمليات واللوجستيات بين جميع أفرع القوات المسلحة. هذه الصيغة الرسمية تخفي في طياتها استجابة مباشرة للثغرات التي كشفتها حرب يونيو/حزيران، ومنها ضعف الدفاعات الجوية وفقدان قادة وعلماء نوويين في ضربات دقيقة ومفاجئة.

يُشبَّه الهيكل الجديد بمجلس الدفاع الأعلى الذي أُنشئ إبان الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، والذي مكّن طهران آنذاك من تجاوز بيروقراطية القيادة واتخاذ قرارات سريعة في ظروف المعارك.

رغم أن تشكيل المجلس يُقدَّم كإجراء دفاعي، إلا أن آلياته قد تمنح إيران قدرة على تبني موقف عسكري أكثر هجومية. فالهيكل المركزي لاتخاذ القرار يمكن أن يتيح تنفيذ ضربات انتقامية عاجلة أو حتى عمليات استباقية، دون الدخول في مشاورات مطولة بين الجهات المختلفة.

إنشاء مجلس الدفاع الوطني يمثل رسالة واضحة بأن طهران تستعد لمرحلة مواجهة جديدة مع إسرائيل، مع سعيها لإغلاق الثغرات التي كشفتها المواجهة السابقة، وتعزيز قدرتها على الرد السريع أو المبادرة بالهجوم إذا رأت ذلك ضرورياً.