انكشاف "محور العداء": إيران تُترَك وحيدة في مواجهة الحرب مع إسرائيل
يرى خبراء أن الطبيعة الدينية لنظام الحكم في إيران تُشكل حاجزًا أمام تقاربها الكامل مع أنظمة علمانية أو اشتراكية مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية

عين للأنباء – متابعات
رغم الحديث عن "محور عالمي" يضم روسيا، الصين، إيران، وكوريا الشمالية، أظهرت التطورات الميدانية في حرب طهران مع إسرائيل والولايات المتحدة هشاشة هذا التحالف، بعدما امتنعت الدول الثلاث الأخرى عن تقديم أي دعم حقيقي لإيران.
دعم نظري.. وتخلي في لحظة الحسم
فعلى الرغم من أن إيران زودت روسيا بمسيّرات وصواريخ استخدمتها موسكو في حربها ضد أوكرانيا، وواصلت تصدير النفط إلى الصين، لم تحرك أي من تلك الدول ساكنًا حين تعرضت طهران لضربات أميركية وإسرائيلية مكثفة. اقتصر الموقف على بيانات إدانة شكلية، دون أي تحرك عملي.
"لا محور حقيقي.. فقط مصالح"
وصف الباحث ألكسندر غابوييف هذا الواقع بقوله:
"كل دولة من هذه الدول أنانية جداً ولا تريد التورط في حروب الآخرين"،
مضيفًا أن الحديث عن محور موحد يفتقر للمنطق، نظرًا لاختلاف المصالح والهياكل السياسية وغياب روابط تحالفية حقيقية.
إيران.. "الثيوقراطية غير المرغوب بها"
يرى خبراء أن الطبيعة الدينية لنظام الحكم في إيران تُشكل حاجزًا أمام تقاربها الكامل مع أنظمة علمانية أو اشتراكية مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية.
وقال المؤرخ سيرغي رادشينكو:
"لا توجد قيَم مشتركة سوى شعارات حول نظام عالمي متعدد الأقطاب"،
مشيرًا إلى أن بوتين مستعد للتضحية بإيران إن اقتضت مصالحه الاستراتيجية.
الصين "مُراقب حذر".. ومصالح الطاقة أولًا
اختارت بكين الحياد العلني في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، داعية إلى التهدئة دون تقديم دعم فعلي. وبحسب خبراء، فإن خوف الصين من تهديد وارداتها النفطية من المنطقة يدفعها للابتعاد عن التورط المباشر.
ويؤكد الأكاديمي إنريكو فارديلا أن بكين باتت أكثر تحفظًا في تحركاتها بالمنطقة بعد تراجع نفوذ إيران، معتبرًا أن الصين "تعتمد استراتيجية الانتظار والترقب، لإعادة تموضعها بدقة".
لا تحالف دفاعي.. ولكن تحالف موقف؟
قالت الباحثة يون سون إن "التحالف بين الدول الأربع موجود، لكنه لا يرقى إلى تحالف دفاعي"، موضحة أن عدم التدخل للدفاع لا يُلغي التحدي الجماعي الذي تُشكله هذه الدول ضد الغرب.
وأضافت أن بكين زوّدت إيران بتقنيات نووية، ومولت روسيا، وأبقت كوريا الشمالية على قيد الحياة، لكنها في المقابل لا تثق كثيرًا بقيادة طهران، وتراها "انتهازية وساذجة وغير حاسمة".
إيران وحيدة.. رغم زيارة منظمة شنغهاي
في أول تحرك خارجي منذ الحرب، شارك وزير الدفاع الإيراني في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون في الصين، وسط فتور واضح، حيث لم يصدر عن اللقاء أي مواقف قوية تعكس تضامنًا حقيقيًا مع طهران.
ما هو رد فعلك؟






