إيران: بعد صعود رئيسي إلى سدة الحكم.. إيران تريد التفاعل مع العالم
عين نيوز
يونيو 28, 2021 - 06:09
0
بدون وصف
قال الرئيس الايراني المنتخب إبراهيم رئيسي، ان "إيران تريد التفاعل مع العالم... أولوية حكومتي ستكون تحسين العلاقات مع جيراننا في المنطقة".
وأضاف "يجب أن توقف السعودية وحلفاؤها فورا تدخلهم في اليمن". واستطرد موضحا "لا عقبات" أمام استعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية..لا عقبات من الجانب الإيراني أمام إعادة فتح السفارتين"، في وقت تجري محادثات سعيا لتحقيق تقارب بين الدولتين الخليجيتين اللتين قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ مطلع 2016.
وأوضح رئيسي البالغ (60 عاما) أن بلاده لن تتقيد بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، "سياستنا الخارجية لن تتقيد بالاتفاق النووي... سيكون لدينا تفاعل مع العالم". وأضاف "لن نربط مصالح الشعب الإيراني بالاتفاق النووي".
وقال رئيسي أيضا إن الولايات المتحدة انتهكت الاتفاق بينما أخفق الاتحاد الأوروبي في الوفاء بالتزاماته. وتابع قائلا "أحث الولايات المتحدة على العودة لالتزاماتها بموجب الاتفاق... يجب رفع كل العقوبات المفروضة على إيران".
وتجري مفاوضات في فيينا منذ أبريل نيسان لتحديد كيفية عودة إيران والولايات المتحدة للالتزام بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في 2018 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وخالفت إيران بعد ذلك قيود الاتفاق المتعلقة بتخصيب اليورانيوم والتي وضعت بهدف تقليل خطر تطويرها المحتمل لأسلحة نووية. ونفت طهران مرارا السعي لامتلاك أسلحة نووية.
ردود فعل متباينة بعد انتخاب رئيسي
أثار إعلان فوز رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية ردود فعل متباينة، إذ أملت روسيا ان يكون مؤشرا الى استقرار إقليمي أكبر، بينما انتقده أطراف آخرون، كواشنطن وإسرائيل، بأشد العبارات.
موقف واشنطن من الانتخابات الايرانية
تفاعلت واشنطن بلهجة انتقادية مع انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران وأعربت عن أسفها لأنّ الايرانيين لم يتمكّنوا من المشاركة في "عملية انتخابية حرة ونزيهة" في الانتخابات الرئاسيّة التي شهدتها البلاد.
وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة إنّ "الإيرانيّين حرموا من حقّهم في اختيار قادتهم في عمليّة انتخابيّة حرّة ونزيهة". وأضاف أنّ الولايات المتحدة ستُواصل رغم ذلك المفاوضات غير المباشرة مع إيران للعودة إلى الاتّفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.
الموقف الروسي
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فعبر عن أمله في تعزيز العلاقات بين موسكو وطهران مع توجيهه رسالة تهنئة إلى نظيره الإيراني الجديد، وقال بوتين في برقية نقل الكرملين مضمونها "آمل أن يساهم عملكم في هذا المنصب الرفيع في تطوير مقبل للتعاون الثنائي البنّاء في حقول مختلفة وفي شراكتنا في الشؤون الدولية". وذكّر أيضا بأن العلاقات بين البلدين كانت "تقليديا (علاقات) ود وحسن جوار".
الموقف الإسرائيلي من الانتخابات الايرانية
من جانبه شن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد هجوما حادا على الرئيس الإيراني الجديد ووصفه بأنه "متطرف" و"ملتزم بالطموحات النووية للنظام".
وكتب لابيد على حسابه على موقع تويتر "رئيس إيران الجديد، المعروف باسم جزار طهران، متطرف مسؤول عن مقتل آلاف الإيرانيين. وهو ملتزم بطموحات النظام النووية وحملته للإرهاب العالمي".
وأضاف أن انتخاب رئيسي "يجب أن يؤدي إلى تجديد التصميم على الوقف الفوري لبرنامج إيران النووي ووضع حد لطموحاتها الإقليمية المدمرة".
منظمة العفو الدولية تندد بالانتخابات الايرانية
من جهتها ندّدت منظمة العفو الدولية بانتخاب رئيسي، مؤكدةً أنه يجب أن يخضع لتحقيق في قضايا "جرائم ضد الإنسانية" و"قمع عنيف" لحقوق الإنسان، واعتبرت المنظمة في بيان .. "واقع أن ابراهيم رئيسي وصل إلى الرئاسة بدلاً من إخضاعه للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب، هو تذكير قاتم بأن الإفلات من العقاب يسود في إيران".
واتّهمت المنظمة أيضاً رئيسي بأنه "ترأس حملة قمع وحشية ضد حقوق الإنسان"، حين كان رئيساً للسلطة القضائية في السنتين الأخيرتين، مضيفة أن حملة القمع طالت "مئات المعارضين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد أقليات مضطهدة اعتُقلوا بشكل تعسفي".
المواقف الدولية المرحبة بالانتخابات الايرانية
على الجانب الآخر قدم الرئيس السوري بشار الاسد "أحر التهاني" لإبراهيم رئيسي في برقية تمنى له فيها "النجاح والتوفيق في مسؤولياتكم الجديدة... لما فيه خير وصالح الشعب الإيراني المقاوم والصامد في وجه كل المخططات والضغوطات".
كما قدمت حركة حماس "خالص التهنئة والتبريك" للرئيس الإيراني الجديد، وأضافت في بيان أنها تتمنى له "السداد والنجاح... ومواصلة وتعزيز مواقف إيران المشرّفة في التضامن مع فلسطين وقضيتها العادلة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني".
وفي السياق نفسه، هنّأ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الرئيس الإيراني الجديد، آملاً في أن يصبّ انتخابه في مصلحة الشعب الإيراني. وأبدى أردوغان استعداده للعمل مع رئيسي من أجل "تعزيز التعاون بين بلدينا بشكل أكبر".
كما هنأت حركة انصار الله الحوثية في اليمن رئيسي. وقال "رئيس المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين مهدي المشاط، إنّ "نجاح العملية الانتخابية في إيران يعدّ انتصاراً لمبادئ الثورة الإسلامية، وترسيخاً لخيار مواجهة المشروع الصهيو-أميركي".
ترحيب دول الخليج بالانتخابات الايرانية
أرسل قادة الكويت وسلطنة عمان وقطر والإمارات برقيات تهنئة لرئيسي، وفق ما أفادت وكالات أنباء تلك الدول. وتمثل دبي، المركز التجاري الإماراتي، بوابة تجارية لإيران، ولعبت عُمان دور الوساطة الإقليمية في كثير من الأحيان.
وقال محللون إن دول الخليج العربية لن تتراجع على الأرجح عن الحوار لتحسين العلاقات مع إيران بعد فوز قاض من المحافظين بالرئاسة لكن محادثاتها مع طهران قد تصبح أكثر صعوبة.
وقالوا إن آفاق تحسن العلاقات بين إيران الشيعية والأنظمة الملكية العربية السنية في الخليج قد تتوقف في نهاية المطاف على إحراز تقدم في إحياء اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى بعد فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية.
وبدأت السعودية وإيران، الخصمان الإقليميان منذ أمد بعيد، محادثات مباشرة في أبريل / نيسان لاحتواء التوتر في نفس الوقت الذي انخرطت فيه القوى العالمية في المفاوضات النووية.