اوضح المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة بتاريخ 16 محرم الحرام 1442هـ الموافق لـ 4 أيلول 2020م، بأن الصهاينة اليوم يودون نشر التطبيع في العالم العربي، علماً ان التطبيع له اقسام وأنواع وهو أحد مراحل الصراع في هذا الزمان داعياً إلى مواجهته بكل الطرق الممكنة وأهمها فكرياً وثقافياً.

كما وأشار سماحته إلى ان مساعي نشر الخمور والمخدرات، وحالات تغيير الأجناس من ذكر الى انثى او العكس، وذلك من خلال حقن الابر لتغيير معدلات الهرمونات تحت عناوين الحرية، وما هي إلا مخططات لتشويه صورة الشباب المسلم وحرفه عن المسار الحقيقي الذي ينبغي أن يسير فيه ، واشغاله عن عدوه الحقيقي، واعتبرها سماحته هذه الممارسات احد أخبث أنواع التطبيع في هذا الزمان.

كما وبيّن سماحته ان العلاج لهكذا حالات يكون من خلال الحذر والانتباه وملاحظة بوادر هذه الممارسات ومنها الاختراق الإلكتروني وما يبثه من انحرافات ووسائل اشغال والهاء، وملاحظة ذلك يكون مسؤولية الجميع من العائلة ومن خلال متابعة الأولاد ومتابعة نشاطاتهم وهواياتهم، ومحاولة استغلالها لما فيه فائدة للمجتمع وللإسلام والمسلمين، وتشجيعهم على الاهتمام بالرياضة وبناء الجسم للصحة لا لتكون متابعة فرق ومجموعات وبتعصب، ونسيان باقي قضايا الأمة التي يمر بها العالم اليوم.

وأكد سماحته ان هذا الدين المنزل من الله تعالى وشيده النبي محمد (ص) وسار عليه اهل البيت (ع)، وكرسته ملاحم الجهاد منذ فجر الاسلام وتجسد في قضية كربلاء، سينتصر بإذن الله، فلا تقدر على وقفه صفقة القرن ولا صفقات التطبيع الزائفة.

كما واستنكر سماحته وبشدة اعادة نشر الصحافة الفرنسية للرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للمقدسات الاسلامية ووصفها بالوقاحة، وقال: انه من الحماقة ان يعلن الرئيس الفرنسي عدم اعتراضه على هذه الممارسة الجارحة لمشاعر المسلمين والعقلاء في العالم، وتغطية ذلك بشعارات الحرية لم يعد مقبولاً عند أحد لأن الحرية كما يقولون تتوقف عند حقوق الانسان الآخر، واحترام مشاعره وعقيدته واحساسه.

مبيناً ان الصهاينة وعملائهم هم وراء مثل هذه الممارسات التي يريدون منها توتير العلاقات في المجتمعات الانسانية لتمرير مخططاتهم، مديناً وبشدة صمت بعض المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي عن هذه الجرائم الوقحة، محذراً من مخاطر وعواقب استمرارها.

كما وحذر سماحته من مخطط جر العراق الى حرب اهلية من جديد وذلك بجر بعض القوى المسلحة الى اشتباكات داخلية، ومع وجود بعض الملاحظات من قبلنا على ممارسات بعض هذه الجهات، مبيناً ان الهدف من هذا الامر هو احداث انقسام داخلي يمهد لتنفيذ مخططهم المعروف لتقسيم العراق، خاصة بعد ان فشلوا في ذلك مرات عديدة وسيفشلون في هذه المرة بإذن الله تعالى.

وانتقد سماحته التصرفات الطائفية عند الفريقين مبيناً ان هذا الامر اصبح امراً ممجوجاً بين أطياف الشعب العراقي، والان مخططهم هو زرع الفتنة بين الطائفة الواحدة، مؤكداً عدم وجود قاعدة للفتنة الطائفية مرة اخرى.

فيما يخص أعمال الحكومة تساءل سماحته قائلاً: أين أفعال ودور الحكومة في التحقيق في حوادث اعتقال واغتيال المتظاهرين؟! لماذا لم نسمع لحد الان بهكذا إجراءات، او متابعة جدية لملفات الفساد؟.

واستدرك سماحته قائلاً: قيام عملية سياسية تحت إدارة وسلطة الاحتلال؛ هو عين الخيانة العظمى لإرادة الشعب، ويجب استبدالها بعملية سياسية وطنية تقودها وتهيئ لها هيئة وطنية مستقلة من خارج المشاركين في العملية السياسية القائمة الآن، فلا يوجد اي بصيص امل في هذه العملية السياسية القائمة وخاصة انها مملوءة بالفساد.