عين للأنباء – غزة

بعد 735 يوماً من حرب الإبادة التي طالت الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، اليوم الجمعة، معلناً مرحلة جديدة من الألم والرجاء معاً، بينما بدأت القوات الإسرائيلية بالانسحاب نحو الخط الأصفر وفقاً لبنود الاتفاق الذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية.

غزة تلتقط أنفاسها بين الركام

تزامن دخول الهدنة حيّز التنفيذ مع مشاهد مروعة من الدمار والخراب، فيما تواصل طواقم الدفاع المدني انتشال الجثث من بين الأنقاض، وسط نداءات استغاثة من الطواقم الطبية التي تواجه انهياراً شاملاً في النظام الصحي.
المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أكد أن القطاع الصحي يعيش لحظة انهيار غير مسبوقة، قائلاً:

"نحتاج إلى قوافل إمداد مستمرة وأطباء متخصصين... البنية التحتية الصحية دُمّرت بالكامل، والمستشفيات خرجت عن الخدمة."

وأضاف البرش بحرقة:

"طفلة صغيرة توفيت اليوم فقط لعدم توفر المستلزمات الطبية، والمطلوب الآن توفير مياه الشرب ومولدات الكهرباء للمستشفيات على وجه السرعة، فالحياة هنا أصبحت معلقة بخيط رفيع من الأمل."

وأشار إلى أن عدد المفقودين في القطاع تجاوز 10 آلاف شخص، بينما لا تزال عشرات الجثث تحت ركام المنازل المدمرة. ودعا المجتمع الدولي إلى مساعدة فرق الدفاع المدني في التعامل مع الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في الأحياء السكنية.

شهداء في الضفة الغربية رغم الهدنة

وفي تطور ميداني متزامن، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن شاباً استُشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، في خرق جديد لمناخ التهدئة الذي رافق الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة.

اتفاق الهدنة ومصير المحتجزين

من جانبها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن عملية الإفراج عن المحتجزين من قطاع غزة قد تُقدَّم إلى يوم الأحد، ضمن المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق الذي تم بوساطة أميركية – قطرية – مصرية.

المقاومة مستمرة والوحدة مطلوبة

وفي بيان مشترك لحركات حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكدت الفصائل أن الاتفاق يمثل فشلاً سياسياً وأمنياً للاحتلال الإسرائيلي في مساعيه لفرض التهجير والسيطرة على القطاع.

وجاء في البيان:

"نقدّر جهود مصر وقطر وتركيا وندعوها ومعها الولايات المتحدة لضمان التزام الاحتلال بالاتفاق."
"نثمّن الحراك العالمي التضامني مع شعبنا، وندعو إلى ملاحقة جرائم الحرب الإسرائيلية أمام المحاكم الدولية."
"تحرير المئات من أسيراتنا وأسرانا هو ثمرة صلابة المقاومة ووحدة الموقف الوطني."

كما شدد البيان على أن إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني داخلي خالص، مؤكداً رفض أي وصاية أجنبية، ومجدداً الدعوة إلى الوحدة الوطنية وبدء مسار سياسي موحد يجمع جميع القوى والفصائل على قاعدة الثوابت الوطنية.

وبين ركام المنازل وصرخات الأمهات، تستقبل غزة وقف إطلاق النار بحذر وألم، بعد حربٍ حصدت عشرات الآلاف من الأرواح، ودمّرت الحجر والبشر.
وفيما تلوّح الهدنة بفرصة لالتقاط الأنفاس، تبقى الحقيقة الأكثر قسوة أن غزة لا تزال محاصرة... وأن إنسانيتها وحدها من تنتظر الإفراج.

#غزة #وقف_إطلاق_النار #العدوان_الإسرائيلي #الدمار_في_غزة #منير_البرش #الوضع_الإنساني #الوحدة_الفلسطينية #عين_للأنباء