تصعيد روسيا والناتو في شرق أوروبا.. مواجهة عسكرية تُربك أمن الطاقة وتزلزل استقرار أوروبا السياسي

تصعيد عسكري متنامٍ بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)

سبتمبر 15, 2025 - 02:23
 0
تصعيد روسيا والناتو في شرق أوروبا.. مواجهة عسكرية تُربك أمن الطاقة وتزلزل استقرار أوروبا السياسي
روسيا وحلف الناتو

عين للأنباء – متابعات


يعيش المشهد الأوروبي على وقع تصعيد عسكري متنامٍ بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أعاد أجواء الحرب الباردة إلى الواجهة، لكنه حمل أبعاداً جديدة مرتبطة بأمن الطاقة واستقرار الحكومات الأوروبية، في ظل ضغوط اقتصادية وشعبية متزايدة.

شرق أوروبا في قلب العاصفة

من بولندا حتى دول البلطيق، تحولت الجبهة الشرقية للناتو إلى بؤرة مواجهة مباشرة مع موسكو. فبعد اتهام روسيا باختراق الأجواء البولندية عبر 19 مسيّرة، أطلق الناتو عملية “الحارس الشرقي” لتعزيز دفاعاته.

وفي المقابل، ردت موسكو بمناورات “الغرب 2025” مع بيلاروسيا، والتي شملت استعراض أسلحة نووية وفرط صوتية، لتؤكد أن ميزان الردع لا يزال في يدها.

ثغرات دفاعية أمام “المسيّرات”

حادثة المسيرات أظهرت هشاشة دفاعات الناتو، إذ لم تسقط إلا ثلاثاً من أصل 19. ورغم ضخ المليارات في أنظمة صاروخية متطورة، فإن موسكو نجحت في إثبات أن أدواتها البسيطة قادرة على استنزاف خصومها. ويرى مراقبون أن هذه الاختبارات ليست مجرد خروقات، بل جس نبض استراتيجي يحدد سقف المواجهة المقبلة.

الطاقة سلاح روسي غير معلن

التصعيد العسكري يتقاطع مع ورقة أخرى بيد موسكو: أمن الطاقة. فمنذ بداية الحرب الأوكرانية، لجأت روسيا إلى تقليص صادرات الغاز لأوروبا، ما رفع أسعار الطاقة وأدى إلى أزمة اقتصادية خانقة.

واليوم، مع تزايد التوترات، يخشى الأوروبيون من أن يستخدم الكرملين ملف الطاقة كسلاح موازٍ للقوة العسكرية، خصوصاً مع اقتراب الشتاء.

أوروبا بين الضغط العسكري والانقسام السياسي

في موازاة المواجهة مع موسكو، تواجه أوروبا أزمات سياسية داخلية متفاقمة. فقد شهدت حكومات عدة سقوطاً متتالياً بفعل الغضب الشعبي من ارتفاع أسعار المعيشة والإنفاق العسكري المتصاعد.

وفي ألمانيا وفرنسا، تزايدت الأصوات المعارضة لاستمرار الدعم غير المحدود لأوكرانيا، بينما أبدت أحزاب يمينية وشعبوية استعدادها لاستثمار هذه الأوضاع في الانتخابات المقبلة.

الموقف الأمريكي المختلف

رغم دعوات الأوروبيين لمزيد من الدعم، بدت واشنطن أقل اندفاعاً نحو مواجهة مباشرة مع روسيا. إدارة بايدن تركّز على التحدي الصيني في المحيط الهادئ، فيما تجد أوروبا نفسها وحيدة أمام عبء المواجهة.

هذا التباين بين ضفتي الأطلسي يعيد النقاش حول مدى اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة كضامن وحيد لأمنها.

خيارات أوروبا الصعبة

أمام هذه المعادلة المعقدة، تقف أوروبا أمام خيارين أحلاهما مرّ:

  • التصعيد مع روسيا وتحمل كلفة عسكرية واقتصادية وشعبية باهظة.

  • أو التراجع عن خط المواجهة، بما يعني خسارة مكانتها الاستراتيجية وتزايد نفوذ موسكو شرق القارة.

مشهد مفتوح على سيناريوهات خطيرة

مع غياب قنوات التفاوض وضعف المبادرات الدبلوماسية، يظل المشهد مفتوحاً على احتمالات تصعيد قد يتجاوز أوكرانيا، ليصل إلى مواجهة أوسع بين روسيا والناتو.

أما في الداخل الأوروبي، فإن استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية يهدد بانهيارات حكومية متلاحقة قد تعصف باستقرار القارة.


#روسيا #الناتو #أوروبا #أمن_الطاقة #الحرب_الأوكرانية #عين_للأنباء

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 1
حزين حزين 0
رائع رائع 0