كرم العراق خلال زيارة الأربعين: من كربلاء الفداء إلى غزة الصمود

في كل عام، تتجدد ملحمة الكرم العراقي

 0
كرم العراق خلال زيارة الأربعين: من كربلاء الفداء إلى غزة الصمود

بقلم / أحمد عبد الصاحب كريم

في كل عام، تتجدد ملحمة الكرم العراقي في أضخم تجمع بشري عرفه التاريخ، حيث تتدفق الملايين من الزوار من كل بقاع الأرض لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام). إنها رحلة إيمانية تستمر لعشرين يومًا من العشق والمواساة، يقطعها الزائرون سيرًا على الأقدام ليلاقوا معشوقهم. هذا العام بلغ عدد الزائرين (21,103,524) مليون زائر.

هذا الكرم العراقي ليس مجرد ضيافة، بل هو فيض لا ينضب من العطاء، تتسابق فيه المواكب الحسينية لتقديم كل ما لذ وطاب من أطعمة، مشروبات وحلويات على مدار الساعة وبلا توقف. هذا البذل السخي يعكس روحًا لا تعرف الحدود، ولا يمكن لأي دولة مهما بلغت قوتها الاقتصادية أن توفر مثله. وعند سؤال أفئدة أهل المواكب عن مصدر هذا العطاء، يكون الجواب واحدًا: "إنه رزق الله وبركات الحسين (عليه السلام)".

الشعور الإيماني يجعلهم لا يعرفون التعب ولا النقص في المواد، بل يشعرون بحزن عميق عند انتهاء الزيارة، متطلعين بفارغ الصبر للعام القادم ليعودوا لخدمة الزوار. إنها بركات الحسين (عليه السلام) التي وهبها الله لهم، تصديقًا لقوله تعالى:
﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.

ولم يقف هذا الكرم عند حدود العراق، بل تجاوزها ليصل إلى أهلنا في غزة الصامدة، استجابة لفتوى المرجعية الرشيدة. توجهت أيادي العطاء العراقية، مدفوعة بحب الحسين (عليه السلام)، لدعم وإيصال الغذاء والدواء للأطفال وأهالي غزة الذين يعانون من التجويع من قبل الكيان الغاصب والمحتل. فكان عشاق الحسين (عليه السلام) أول من مد يد العون وأقاموا المواكب الحسينية لتقديم المساعدات الإنسانية بالتزامن مع زيارة الأربعين.

هذا هو سر العراق، بلد الخير الذي لا تنضب خيراته، وبلد العشق المحمدي الذي لا يعرف حدودًا ولا مسافات. لقد أثبتت الأيام أن أهل العراق هم من اختارهم آل محمد (صلى الله عليهم) ليكونوا رمزًا للكرم والعطاء، مجانين بعشقهم لمحمد وآل بيته الأطهار (عليهم السلام).

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0