لماذا الحكومة اللبنانية تسعى لنزع سلاح حزب الله؟
الضغوط الأمريكية والورقة الأمريكية لنزع السلاح

في عام 2025، وضعت الولايات المتحدة خطة واضحة عبر ما يُعرف بـ"الورقة الأمريكية" أو مقترح المبعوث الأمريكي توم براك، تضمنت إجبار لبنان على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، وهو مطلب يستهدف بشكل مباشر سلاح حزب الله.
وتضمنت الخطة جدولًا زمنيًا ينص على نزع السلاح تدريجيًا من "كل الجهات المسلحة غير الحكومية"، وبخاصة حزب الله، وإعادة تمكين الجيش اللبناني من السيطرة على السلاح في كل لبنان، وخصوصًا الجنوب، مقابل دعم أمريكي واقتصادي للبنان. وفي 7 أغسطس 2025، وافقت الحكومة اللبنانية رسميًا على بنود هذا المقترح.
هذا الضغط الأمريكي يأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى تقويض قوة حزب الله، الذي يشكل قوة عسكرية وسياسية مؤثرة في لبنان ومنطقة المقاومة ضد إسرائيل.
التوترات الداخلية والخلاف الحكومي
-
الحكومة اللبنانية الحالية، التي ولدت بدعم أمريكي وخليجي، وجدت نفسها بين خيارين صعبين:
-
هجوم على حزب الله عبر نزع سلاحه وضغط داخلي،
-
أو خيار المواجهة الإسرائيلية.
-
-
على إثر الموافقة على الخطة الأمريكية، انسحب وزراء حزب الله وحركة أمل من جلسات المجلس الوزاري، واعتبروا القرار انقلابًا على البيان الوزاري للحكومة وخرقًا للميثاق الوطني. الحزب وحليفه أكدا أنهما سيتعاملان مع القرار كما لو أنه غير موجود، مع استمرار رفضهما للنزع.
أسباب استمرار وجود سلاح حزب الله
-
الظروف الأمنية الراهنة اللبنانية لم تتغير؛ الاحتلال الإسرائيلي للبنان والاعتداءات المتكررة لا تزال قائمة، ما يجعل سلاح حزب الله يُعد عنصرًا مهمًا لـ"المقاومة" داخل الدستور اللبناني كما يراه الحزب.
-
حزب الله يشكل ردعًا قويًا ضد إسرائيل ويعتبره اللبنانيون، وخاصة الطائفة الشيعية، عنصرًا أساسيًا في حفظ السيادة ومواجهة الاعتداءات.
مخاطر الأوضاع وتأثير نزع السلاح
-
نزع سلاح حزب الله قد يؤدي إلى تصعيد داخلي حاد، إذ أن الحزب يملك قاعدة شعبية واسعة وقوة ميدانية، وقد يرد بالتظاهر، الاحتجاج، أو حتى التحرك عسكريًا، ما يهدد الاستقرار اللبناني.
-
من جهة أخرى، استمرار وجود السلاح خارج سيطرة الدولة يُعتبر مخالفة باتفاق الطائف ومصدر توتر متكرر بين الفرقاء اللبنانيين والدول الإقليمية والدولية.
الحلول المقترحة والتحديات المستقبلية
-
اقتراح "الحل الأمريكي" يعتمد على أن يقوم الجيش اللبناني بدور الوسيط الأساسي في السيطرة على السلاح، وهو يواجه تحديات كبيرة بسبب ضعف التمويل وضعف القدرات العسكرية.
-
لبنانية حزب الله ودوره في التوازن السياسي والأمني في لبنان ما زالت محل جدل، ومسألة نزع السلاح مرهونة بتسوية إقليمية شاملة وليس مجرد قرار داخلي بسيط.
-
الحكومة اللبنانية ترفض التصعيد لكنها تواجه الضغوط الدولية والتحديات الحقيقية بين دعم سيادة الدولة ورغبة جزء كبير من الشعب في استمرار سلاح حزب الله كمقاومة.
خلاصة
-
الحكومة اللبنانية تسعى لنزع سلاح حزب الله تحت ضغط أمريكي دولي وإقليمي، وترى في ذلك وسيلة لإعادة احتكار الدولة للسلاح وتحقيق استقرار سياسي دولي.
-
حزب الله يرفض هذه الخطوة ويرى بها تهديدًا لعنصر قوة المقاومة التي تحمي البلاد وتردع إسرائيل.
-
الوضع اللبناني هش جدًا، وقد يؤدي التوتر إلى مواجهات داخلية خطيرة، في حين تحاول الحكومة أن توازن بين الضغوط الدولية والمخاوف الداخلية، في وقت يتصاعد فيه التحدي الأمني السياسي في البلاد.
ما هو رد فعلك؟






