اعتداء الكرّادة يُخلِّف 374 ضحية.. والعبادي يُعلن الحداد العام لثلاثة أيام

عين نيوز

 0
اعتداء الكرّادة يُخلِّف 374 ضحية.. والعبادي يُعلن الحداد العام لثلاثة أيام
بدون وصف

ارتفعت حصيلة ضحايا انفجار الكرادة، وسط بغداد، إلى 374 شخصا بين قتيل وجريح. بدوره أعلن رئيس الوزراء الحداد العام لثلاثة أيام.
وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت صباح يوم الأحد وسط حي الكرادة المكتظّ بالمتبضعين مع قرب عيد الفطر. وأدى التفجير الى تدمير ثلاثة مجمعات تجارية كبيرة أبرزها مجمع "الليث" المعروف إلى جانب مجموعة كبيرة من المحال التجارية.

وحاصرت النيران عشرات المدنيين داخل المحال التجارية، وقامت فرق الانقاذ بمساعدة العالقين فوق أسطح بعض المجمعات ونقل المصابين والقتلى حتى ساعات متأخرة من صباح امس.
وأعلن تنظيم داعش، في بيان له، تبني الهجوم الذي نفذه انتحاري عراقي الجنسية يدعى "أبو مها".
ويأتي التفجير بعد أُسبوع من استعادة القوات السيطرة على كامل مدينة الفلوجة، معقل تنظيم داعش. ويعكس التفجير الدامي فشل التدابير الأمنية في العاصمة بغداد.
ويبدي كثيرون شكوكا في فعالية اجهزة الكشف عن المتفجرات، ووضع عوائق حول العاصمة والتفتيش الدقيق في اوراق الهوية والمركبات.
وبعد اكثر من 15 ساعة على وقوع الحادث، اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي الحداد العام.
وكان اهالي الضحايا واجهوا العبادي، الذي زار موقع الحادث صباح امس، بشعارات مستنكرة طالبته بالابتعاد عن المكان. وتعرّضَ موكب رئيس الوزراء اثناء مغادرته المنطقة للرشق بالحجارة من قبل مواطنين غاضبين.
وعبّر رئيس الوزراء، في بيان نشره مكتبه، عن تفهم لـ"مشاعرالانفعال والتصرف الذي صدر في لحظة حزن وغضب من بعض أبنائي الأعزاء، التي رافقت زيارتي لمنطقة الكرادة من اجل الوقوف ميدانيا على الجريمة الارهابية والتحقيق فيها ومواساة ابنائها ومشاطرتهم أحزانهم في هذه الفاجعة الأليمة التي جاءت لتسلب فرحة العراقيين بانتصارات ابنائهم بهزيمة داعش المنكرة في الفلوجة".
وقال محمد الربيعي، نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "اللجنة أكدت مراراً أن نقاط التفتيش غير مجدية، لأن حفظ الأمن في العاصمة وباقي المدن لايعتمد على سيطرة ثابتة، الأمر الذي يجعلنا نفقد الكثير من الأرواح"، مشيراً إلى أن "أجهزة كشف المتفجرات فاشلة وليس لدينا أجهزة حقيقية للاستخبارات".
واستبعد الربيعي "تمكن وزارة الداخلية من كشف خلية إرهابية لها علاقة بتفجيرات الكرادة"، مستغرباً من "ترديد مثل ذلك الكلام بعد كل تفجير إرهابي".
وتابع عضو مجلس المحافظة بالقول "إذا كانت وزارة الداخلية صادقة في كلامها لماذا لا تعرض الخلايا التي تورطت بتفجير أسواق عريبة وبغداد الجديدة وجميلة التي ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء"، ورأى أن "الأجدر بالداخلية وسواها من الجهات الأمنية إثبات كلامها بالأفعال من خلال الكشف عن مرتكبي تلك الجرائم الإرهابية قبل أن نفقد أكثر من 400 ضحية بين شهيد أو جريح في كل مجزرة".
واشار الربيعي الى ان "حصيلة التفجير الأخير في الكرادة بلغت 167 شهيداً و180 جريحاً، وهي قابلة للزيادة،لأن حالة الكثير من الجرحى خطرة، عادا أن "وزارة الداخلية غير مؤهلة لتسلم الملف الأمني في بغداد".
وحتى ساعات متأخرة من يوم امس الاحد واصلت فرق الدفاع المدني البحث عن مفقودين في موقع التفجير. وقالت زينب مصطفى لـ(فرنس بريس) "خرج زوجي الساعة الثامنة مساء امس وكان هذا آخر اتصال بيننا، اخذ الطفلين مصطفى (4 أعوام) وعلي (7 أعوام) لشراء ملابس العيد". واضافت وهي شبه منهارة من البكاء "لقد بحثنا في كل مكان، افراد عائلتي يبحثون عنهم (...) اصيبوا بالاحباط والانهيار".
من جهته، قال احد عناصر الدفاع المدني للوكالة الفرنسية ان "قوائم الضحايا التي رأيتها تضم عائلات كاملة، الاب وابناءه، الأم وبناتها، عائلات كاملة أُبيدت في هذا التفجير". واضاف اثناء محاولته النزول الى طابق تحت الارض توجد فيه محال تجارية "نحتاج الى عدة ايام كي نستطيع استعادة جثث الضحايا. انها مهمة صعبة".
ورغم حرارة المياه في هذا الطابق نزل عدد من الشبان الذين فقدوا ذويهم للبحث عنهم غير آبهين بخطر الدخان والنيران التي لاتزال مشتعلة.
وقال فاضل سالم (21 عاما) "تركت اثنين من إخوتي في المحل (...) هما الآن مفقودان". واضاف "أعتقد انهما لا يزالان داخل المحل هناك لكنني لا استطيع ان ارى شيئا نظرا لكثافة الدخان".
وفي احد المحال التي انهارت سقوفه الثانوية تجمع خمسة اشخاص معهم مجارف للحفر بحثنا عن اصدقائهم. ويقول سامي كاظم، وهو موزع انترنت على المحال التجارية ويسكن قرب مجمع الليث، "كنت بصحبتهم فأنا أعرفهم جميعا، كلهم اصدقائي، ازودهم بخدمة الإنترنت".
واضاف "بعد الانفجار لم يكن هناك إلا النيران، كل شيء يحترق ولم أستطع رؤية مصطفى لأن مكانه بات شعلة من اللهب". وتابع كاظم وهو يبحث مع فرق الدفاع المدني وسط الركام عن بقايا اصدقائه، "لا أستطيع الدخول الى المنزل".
وفي هذه الاثناء عثر عناصر الدفاع المدني على جثة بين الركام تجمع حولها مَن فقدوا احدا، لكنهم سرعان ما شعروا بالاحباط اذ لم تتبق اية معالم تدل على صاحبها. وقال احدهم "لا يمكن معرفة لمن تعود هذه الجثة، لقد اختفت سماتهم لابد من اجراء فحص دي ان اي".
وعلّق مستشفى الطوارئ ورقة بمجموعة من الاسماء بينهم ضحايا كتب امامهم "مجهول الهوية" بسبب احتراق اوراقهم الثبوتية واختفاء معالمهم. وبدأ اقارب الضحايا بتعليق لافتات سوداء على المحال التجارية التي توفي أصحابها.
ونجا العديد من المجمعات بأُعجوبة، وقال صاحب محل تجاري يدعى ساري محمد لفرانس برس إن "ثلاثة أشخاص اختبأوا داخل برّاد في الطابق الاول، وبعد ان اخمدت النيران، خرجوا احياء".
واضاف "لقد قفز العديد من أسطح المباني رغم ارتفاعها، تكسرت اقدام بعضهم، كما تعرض آخرون للرضوض".
ودانت السفارة الاميركية في العراق بشدة التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد وبعض المحافظات.
وقال السفارة الاميركية، في بيان تلقت (المدى برس)، نسخة منه، إن "بعثة الولايات المتحدة في العراق تدين بشدة الهجمات الارهابية الأخيرة التي قام بها تنظيم (داعش) في بغداد ومناطق اخرى في العراق التي اسفرت عن مقتل وجرح المئات من المدنيين الابرياء"، معتبرة "تلك الهجمات دلالة اخرى على الطرق الجبانة لتنظيم (داعش) وعدم اكتراثه بحياة الانسان".
واكدت السفارة الاميركية "التزام الولايات المتحدة بدعم العراق في جهوده لإلحاق الهزيمة بتنظيم (داعش) وتحرير جميع انحاء العراق".

ما هو رد فعلك؟

أعجبني أعجبني 0
لم يعجبني لم يعجبني 0
أحببته أحببته 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
رائع رائع 0