ألمانيا تنتقد بشدة تأخير إيصال المساعدات إلى غزة: "تجويع المدنيين انتهاك صارخ للقانون الدولي"
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، مشددة على أن استمرار تأخير إيصال المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين

وفي تصريحات نادرة من مسؤولين بارزين في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الحاكم، وصف السياسي الألماني البارز أرمين لاشيت، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، ممارسات إسرائيل المتعلقة بحجب المساعدات بأنها "لا تمت بصلة لمحاربة حماس"، مضيفًا:
"ترك الناس يتضورون جوعًا انتهاك للقانون الدولي، حتى في زمن الحرب يجب توفير الحماية والغذاء للمدنيين".
وزير الخارجية الألماني: "نلتزم بدعم إسرائيل... ولكن نرفض تجويع المدنيين"
بدوره، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ARD)، أن بلاده تسعى بكل جهد لتخفيف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، وقال:
"نحن ملتزمون من جهة بدعم دولة إسرائيل، ولكننا من جهة أخرى نتمسك بقيم الإنسانية ونرفض ما يحدث من معاناة لا تحتمل لسكان غزة".
وأضاف فاديفول، الذي أجرى محادثات مستمرة مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر منذ زيارته الأخيرة إلى إسرائيل قبل أسبوعين، أن ألمانيا "لن تغير سياستها تجاه الشرق الأوسط على حساب المبادئ الإنسانية أو حقوق الفلسطينيين"، وتابع:
"موقفنا واضح: لا لطرد سكان غزة، نعم لإنهاء الجوع، وقطاع غزة والضفة الغربية أراضٍ فلسطينية على طريق حل الدولتين".
مساعدات "غير كافية" وسط كارثة متصاعدة
ورغم إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي عن "تخفيف" الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، إلا أن الأمم المتحدة أكدت أن كمية المساعدات التي سُمح بدخولها لا تكاد تفي بجزء بسيط من الحاجة اليومية لسكان القطاع.
وبحسب وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية (كوغات)، دخلت 107 شاحنات مساعدات إلى غزة يوم الأحد فقط، وهو عدد بعيد عن الحد الأدنى المطلوب وفق تقديرات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
أكثر من 20 قتيلاً في ضربات متواصلة على غزة
ميدانيًا، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف لمناطق متفرقة من قطاع غزة. وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 22 فلسطينيًا على الأقل منذ فجر الأحد، بينهم عدد من الأطفال، إضافة إلى عشرات المصابين، فيما لا يزال العديد من الأشخاص مفقودين تحت الأنقاض.
وفي سياق متصل، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقتل اثنين من موظفيها في ضربة جوية على منزلهما في القطاع يوم السبت، ما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها عمال الإغاثة.
الجيش الإسرائيلي: "نحو السيطرة الكاملة"
من جانبه، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أن العمليات العسكرية تتجه نحو السيطرة الكاملة على قطاع غزة، زاعمًا أن "حماس فقدت معظم قدراتها"، مؤكداً أن الهجوم يجري "وفق خطة مقررة ومكثفة".
تضارب بين دعم إسرائيل والدفاع عن القيم الإنسانية
تواجه ألمانيا، كغيرها من الدول الغربية، ضغوطًا متزايدة لتحديد موقف واضح من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون في ظل الهجوم الإسرائيلي المستمر. وبينما تواصل برلين دعمها السياسي لإسرائيل، تحاول في الوقت ذاته التأكيد على التزامها بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
يبقى السؤال معلقًا: إلى أي مدى يمكن للدبلوماسية الألمانية أن توفّق بين دعمها لإسرائيل وحماية المدنيين في غزة، في ظل تصاعد الدعوات الدولية لتحقيق هدنة فورية وتسهيل دخول المساعدات دون قيود؟
ما هو رد فعلك؟






