جذور الهجمة على سيد عمار الحكيم في مواقع التواصل الاجتماعي
الهجمة الالكترونية المستمرة
الكاتب: أسعد عبد الله عبد علي
لحظنا الهجمة الالكترونية المستمرة وغير المبررة على السيد عمار الحكيم، حيث يتم استغلال جيوش الذباب الالكتروني، في محاولة لجعل طنينها يؤثر على الأشخاص التي تنصت للذباب، وتشتد سنويا تلك الهجمات الخبيثة مع زيارة الأربعين، مع مسير السيد عمار الحكيم نحو كربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام.
هنا أحاول أن أفهم جذور تلك الحملة المغرضة في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحاول النيل من السيد عمار الحكيم، وقد مرت سنوات طويلة وهي بشكل ممنهج ومستمر. نعم، وبالتأكيد هي أحد أساليب التنافس السياسي غير الصحيح، أو هو ثأر بقايا البعث من عائلة الحكيم، والتي كانت تقود المعارضة ضد نظام الطاغية صدام، لذلك بقيت تلك الذيول البعثية شديدة الحقد على عائلة الحكيم.
سنحاول في هذا المقال مراجعة بوستات سنوات سابقة لفهم ما حصل، وكيف بدأت قضية التسقيط ضد السيد عمار الحكيم.
عام 2011: لا شيء
تصفحت منشورات عام 2011 ولم أجد شيء، حيث كان لا توجد أي هجمة ضد السيد الحكيم، خصوصا أن المجلس الأعلى كان بعيد عن رئاسة الحكومة، والتي أصبحت بيد حزب الدعوة، وكانت الحرب على أوجها ضد المالكي من خصومه الآخرين، مما أبعد نار الفتنة عن عمار الحكيم.
وكان السيد الحكيم في تلك الفترة يعد العدة لتشكيل وليد جديد بعنوان "فرسان الأمل"، مشروع سياسي جديد لضخ دماء الشباب للمجلس الأعلى، وقد أحدث ضجة كبيرة في الأوساط السياسية، خصوصا مع انفتاح هذا الوليد السياسي على كل فئات الشعب، ولم يصدر شيء يدفع الآخرين لإعلان الحرب الالكترونية ضد السيد الحكيم، فقط كان التوجس والقلق من الفكرة الجديدة التي أطلقها. وكان السؤال الذي يطرح في المجالس هو: ماذا يريد الحكيم؟ وما هو هدفه من هذا التشكيل السياسي الجديد؟ وهل هو تابع للمجلس الأعلى أم كيان سياسي مستقل؟ ومر عام 2011 من دون أي حملات تسقيط.
بداية حرب التسقيط عام 2012
بسبب الموقف المعلن للسيد الحكيم من الأحداث في سوريا عام 2012، وانه كان يحذر من تداعيات ما يحدث في سوريا على العراق، وأنه يشدد على بقاء دولة سوريا قوية بعيدة عن الجماعات الارهابية أو الجيش الحر المدعوم خليجيا، لكي يبقى العراق بأمان، وهذا الموقف على الضد من رغبات جبهة أمريكا والسعودية والإمارات وتركيا، ومعروف الجهات العراقية التي تحركها هذه الجبهة، فأشعلت حرب الشتائم والتخوين والأكاذيب ضد السيد عمار الحكيم، لأنه يثقف الجماهير على خطورة ما يجري في سوريا وأهمية مصلحة العراق.
ففي شهر أكتوبر من عام 2012 انتشر بوست بعنوان "عمار الحكيم والعزف مع العشائر على التصدي لما يحدث في سوريا"، وتناقله الآلاف بسرعة البرق ليصبح ترند، وهو منشور بصيغة بعثية واضحة، الهدف منه الحط من كرامة عائلة الحكيم والتخوين، وربط المواقف بالتبعية لإيران! كما كان يصطلح "الطاغية صدام" على كل عراقي معارض بأنه تبعي لإيران. في عقيدة صدام، من يطيعه ويسير بنهجه هو العراقي الشريف الغيور، ومن يعارضه فهو تابع لإيران.
لم يجدوا للحكيم في عام 2012 شيء إلا تحذيره للعشائر من خطر ما يحدث في سوريا، وهو موقف عقلاني صحيح، لكن حاول الذباب الالكتروني اعتباره خطيئة لا تغتفر.
عام 2013: بداية الاستعانة بالأكاذيب
ظهرت صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي ضد السيد الحكيم، والغريب أنها كانت بعنوان "فرسان الأمل"، حيث عملتها بشقين: الأول محاولة زلزلة بنيان فرسان الأمل، والثاني نشر الأكاذيب ضد السيد الحكيم والترويج لها عبر بوست مدفوع الثمن، فتم نشر حفل زفاف في تركيا لكن يكتبون تحته أنه برعاية الحكيم، في محاولة تسقيط ساذجة، وهي موجهة نحو الجمهور الساذج الذي يصدق كل ما يقال دون فحص وتدقيق.
الغريب أن هذا المشهد انتشر بكثافة في شهر ديسمبر من عام 2013، وقد فشلت الحملة رغم قوتها. وظهرت في شهر آب/2013 صورة للسيد الحكيم وهو يستقبل وفد نسائي، محجبات كبيرات في السن، وفي قاعة كبيرة، والسيد الحكيم في الصورة لا ينظر إليهن بل نظره نحو الأرض. هذه تفاصيل الصورة، أي لا يمكن استغلالها للتسقيط، لكن نشرها الذباب الالكتروني لتسقيط السيد، مع أن كل عاقل لا يجد في الصورة أي خطيئة، إلا البعثية ومن تبعهم يجدونها وثيقة مهمة للتسقيط السياسي.
عام 2014: عام الانتخابات وداعش
الملاحظ لعالم التواصل الاجتماعي في هذا العام أن صوت اتباع خط الحكيم كان قويا، بحيث استطاعوا إسكات الذباب الالكتروني، خصوصا في موسم الانتخابات. فلم نجد في مواقع التواصل أي بوست حقق "ترند" ضد السيد الحكيم، بل حاول البعض الاستعانة بأكاذيب عام 2013 لإعادة نشرها ولم تجد أي صدى، وقد كان للعمل الإعلامي للمجلس الأعلى وتشكيلاته وفرسان الأمل الدور الأكبر في رد تلك الهجمات ووأدها في المهد، وهو نقطة كان على اتباع الحكيم الحفظ عليها.
وعندما حصلت مصيبة داعش في الموصل، وجريمة سبايكر في تكريت، كان للحكيم دور رئيسي ومهم في رد تلك الهجمة، عبر تلبية نداء المرجعية الصالحة، وتشكيل ألوية للدفاع عن العراق ضد الجيش الظلامي المدعوم من القوى العالمية. وكان الهدف الخبيث تقسيم العراق، لكن فشل المخطط ببركة المرجعية الصالحة والرجال الذين لبوا النداء.
لذلك اضمحلت هجمات الذباب الالكتروني ضد السيد الحكيم، وكان على الأجهزة الإعلامية التابعة للسيد الحكيم أن تهتم بعنصر القوة الذي تشكل في تلك الفترة، واستطاعوا إسكات طنين الذباب.
ملاحظة
تركت الإبحار في باقي السنوات لأن الأمر يحتاج لجهد كبير وفريق عمل، وهو غير متوفر لي حاليا، لكن كانت تلك السنوات الأربع عينة مهمة.
سؤال: كيف يظهر التسقيط السياسي؟
سؤال مهم لفهم كيفية تشكل التسقيط السياسي، وما أساليبه المستخدمة، ومن خلال مراجعة ما نشر ضد السيد الحكيم وجدنا أهم الأساليب:
-
هجوم على الشخص لا على السياسات: يتركز الانتقاد على السمعة الشخصية بدلاً من نقد البرامج، وهو ما يحصل مع السيد عمار الحكيم منذ سنوات. المنشورات للطعن في السمعة، وهي أكاذيب وهدفها التسقيط السياسي، ويجب فضحها وعدم تلقفها.
-
التضخيم والتشويه: تحوير الحقائق أو اختيار أجزاء من تصريح لإيصال رسالة سلبية، مما يخلق تشويشا عند المتلقي البسيط.
-
الاعتماد على الشائعات: نشر معلومات غير مؤكدة أو مؤسّسة على مصادر غير موثوقة، بهدف التسقيط السياسي، مستغلين الفئة غير الواعية.
-
الوكالة الرقمية والشبكات الاجتماعية: استخدام بوتات وصفحات مزيفة لتضخيم الرسائل السلبية، وهو ما شاهدناه في حرب التسقيط.
-
إقصاء النقاش البنّاء: تقليل مساحة الحوار أو تحويله إلى حرب إعلامية بدلاً من مناقشة الأفكار، وهو ما يفعله جيش الذباب المتواصل.
أخيرا
كشفنا في هذا المقال ما يتعرض له السيد عمار الحكيم من هجمة شرسة عبر الذباب الالكتروني، بهدف تحجيم دوره في الساحة السياسية. والهجمات منسقة وليست عبثية، وليست من صنع أفراد بل تقف وراءها خبرات إعلامية، وأغلبها بقايا البعث، وهذا ما تفصح عنه تلك البوستات.
ما هو رد فعلك؟
أعجبني
0
لم يعجبني
0
أحببته
0
مضحك
0
غاضب
0
حزين
0
رائع
0





