إسرائيل وسوريا: بين التفاهمات الأمنية والتوغلات الميدانية
لقاءات سرية وتفاهمات أمنية

عين للأنباء – تقارير
تتعدد إشارات الاستفهام حول طبيعة العلاقة بين إسرائيل وسوريا، ففي الوقت الذي تتسرب فيه أنباء عن لقاءات سرية وتفاهمات أمنية، لا تتوقف إسرائيل عن تنفيذ هجمات جوية وتوغلات برية داخل الأراضي السورية. هذه الازدواجية تفتح الباب أمام قراءة معمّقة لسياسة تل أبيب في الشرق الأوسط، خصوصاً في الجنوب السوري.
ورقة الدروز: ذريعة للتدخل الإسرائيلي
تُبرز إسرائيل في خطابها العلني ورقة حماية الدروز في السويداء كذريعة لتبرير تدخلاتها العسكرية.
-
في الداخل الإسرائيلي، يشكل الدروز نحو 130 ألف نسمة في الجليل والكرمل وقرابة 20 ألفاً في الجولان، ولهم حضور بارز داخل الجيش الإسرائيلي.
-
من خلال تسويق "حماية الأقليات"، يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعزيز صورة إسرائيل كـ"دولة راعية" للأقليات المضطهدة في الشرق الأوسط، وهو خطاب يخدمه داخلياً وخارجياً على السواء.
السويداء: بوابة الجنوب نحو مشروع "إسرائيل الكبرى"
محافظة السويداء ذات الأهمية الجيوسياسية تحولت إلى مركز اهتمام إسرائيلي، كونها نافذة استراتيجية للمطالبة بـ"جنوب منزوع السلاح"، يمتد ليشمل السويداء ودرعا والقنيطرة.
-
تدمير البنية الدفاعية السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد سهّل لإسرائيل تكثيف عملياتها.
-
غياب القدرة العسكرية السورية على الرد يجعل الأراضي السورية أرضاً خصبة لأحلام نتنياهو التوسعية.
الدبلوماسية الموازية: لقاءات باريس وباكو
رغم التصعيد الميداني، تشهد الساحة تحركات دبلوماسية لخفض التوتر:
-
لقاء وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع وفد إسرائيلي في باريس برعاية أميركية، لبحث ملفات الاستقرار في الجنوب.
-
محادثات مشابهة في باكو، ما يؤشر إلى وجود قنوات تواصل غير معلنة.
-
النقاشات ركزت على إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك 1974، وهو الاتفاق الذي حدد خطاً فاصلاً تحت إشراف قوات الأمم المتحدة (UNDOF)، بهدف منع تجدد القتال.
التفاوض بالتصعيد: سياسة نتنياهو
يرى محللون أن تكثيف إسرائيل هجماتها الجوية وتوغلاتها البرية في ريف دمشق والقنيطرة ودرعا، يمثل محاولة من نتنياهو لـ رفع سقف الشروط التفاوضية، قبل لقاء محتمل يجمعه بالرئيس السوري أحمد الشرع في الولايات المتحدة.
-
تقارير إسرائيلية (القناة 24) تحدثت عن اتفاقية أمنية برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد تمهد لاحقاً لتوقيع اتفاق سلام وتطبيع بين الجانبين.
-
إذا تحقق ذلك، فسيكون بمثابة تحول استراتيجي في خريطة الصراع العربي – الإسرائيلي.
قراءة في السياسة الإسرائيلية في الشرق الأوسط
تعتمد سياسة إسرائيل في المنطقة على ثلاث ركائز أساسية:
-
التوسع التدريجي عبر استغلال الثغرات الأمنية في الدول المجاورة.
-
إعادة إنتاج صورة إسرائيل كدولة حامية للأقليات، بهدف كسب شرعية دولية.
-
المزاوجة بين الضغط العسكري والقنوات الدبلوماسية لانتزاع مكاسب تفاوضية أكبر.
هذه الاستراتيجية لا تنفصل عن مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي يسعى نتنياهو إلى ترسيخه عبر إعادة رسم الخرائط الجيوسياسية في الجنوب السوري وربطه بالملف الأوسع للتطبيع الإقليمي.
ختاماً يبقى السؤال الأبرز: هل تنجح إسرائيل في تحويل تصعيدها العسكري إلى ورقة ضغط تؤدي إلى اتفاق أمني شامل مع دمشق، أم أن الصراع سيبقى مفتوحاً على احتمالات مواجهة أوسع؟
#سوريا #إسرائيل #السويداء #نتنياهو #اتفاق_فض_الاشتباك
ما هو رد فعلك؟






