نهاية القضية الفلسطينية.. حلم الدولة ضحية الإعتراف بها
كنتُ أتخوف من رد الفعل الإسرائيلي – الأمريكي تجاه الدعوات المتكررة للإعتراف بدولة فلسطينية.

هادي جلو مرعي
كنتُ أتخوف من رد الفعل الإسرائيلي – الأمريكي تجاه الدعوات المتكررة للإعتراف بدولة فلسطينية. البداية جاءت من عدة دول أوروبية شهدت جدلًا واسعًا حول قرار الاعتراف، لكن العقلية الإسرائيلية – دينيًا وسياسيًا – ترفض إقامة أي كيان يهدد وجودها، مع إصرار على إنهاء حماس، والسيطرة الكاملة على غزة، وإجتياح الضفة أو قضمها تدريجيًا.
قرار إسرائيل بالسيطرة على قطاع غزة خطير للغاية، وربما تكون الدعوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية سببًا مباشرًا في محاولة حكومة نتنياهو سد الطريق أمام أي كيان في الضفة الغربية. فالسلطة الفلسطينية في رام الله عاجزة الآن وفي المستقبل عن مقاومة الاحتلال، وبالتالي فإن قضم الضفة أو احتلالها بالكامل سيكون سهلاً، خاصة بعد التدمير الشامل في غزة، والإجتياحات المتكررة للضفة.
سترى إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة، أنه لا بد من السيطرة على غزة والضفة لقطع الطريق على أي مشروع دولة فلسطينية، مع دعم أمريكي كامل بالأسلحة والمعدات لضمان التفوق الدائم، ومنع أي تهديد داخلي أو من دول الجوار. وهنا يصبح الفاعل الدولي في مأزق: فما قيمة الاعتراف بدولة لن تُعلن، ولا تملك مقومات إعلانها؟ وهل يستطيع أحد منع إسرائيل من السيطرة الكاملة؟
عندما يندفع الجيش الإسرائيلي نحو القطاع والضفة، لن يتحرك أحد للتصدي، ولن تكون هناك مواقف دولية حقيقية تمنع ذلك. ما يعني أن الإعلان الغربي عن إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية قد يكون سببًا مباشرًا في قرارات إسرائيلية صادمة، وسيصبح حلم الدولة ضحية للاعتراف بها.
ما هو رد فعلك؟






