شهدت المنطقة ليلة أمس تصعيدًا خطيرًا، إثر إعلان وزارة الدفاع القطرية اعتراض دفاعاتها الجوية لهجوم صاروخي إيراني استهدف قاعدة العُديد الجوية، في رد فعل إيراني سريع على قصف الولايات المتحدة لمواقع طهران النووية الثلاثة. وتأتي هذه التطورات في سياق عملية "بشائر الفتح" التي أعلنها الحرس الثوري الإيراني ضد القواعد الأميركية في قطر والعراق.

تفاصيل الهجوم على قطر

أفادت وزارة الدفاع القطرية في بيان رسمي أن "بفضل الله ويقظة القوات المسلحة والإجراءات الاحترازية لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات"، مؤكدة أن "أجواء وأراضي قطر آمنة وأن القوات المسلحة القطرية على أهبة الاستعداد دائمًا". وقد استهدفت إيران قاعدة العديد الجوية بستة صواريخ، وهي أكبر رصيد استراتيجي للجيش الأميركي في منطقة غرب آسيا.

سُمع دوي انفجارات في أنحاء الدوحة ليل أمس، بما في ذلك وسط العاصمة وفي لوسيل شمالها، فيما شوهدت مقذوفات في الجو وأظهرت صور متداولة اعتراض الصواريخ الإيرانية فوق القواعد الأميركية في قطر.

إغلاق المجال الجوي وإجراءات احترازية

على خلفية هذه التطورات، أغلقت قطر مجالها الجوي مؤقتًا حرصًا على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين. وأوضحت وزارة الخارجية القطرية أن هذا القرار جاء ضمن إجراءات احترازية يتم اتخاذها بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين. وقد تبعتها في ذلك الكويت والعراق والإمارات والبحرين، كما علقت الخطوط الجوية الكويتية ومصر للطيران رحلاتهما مؤقتًا.

ردود الأفعال الإقليمية

أدانت المملكة العربية السعودية بشدة الهجوم الإيراني، واصفة إياه بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار"، ومؤكدة تضامنها الكامل مع قطر. من جهتها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة الهجوم، معتبرة إياه "انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي".

كما أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات، مؤكدة وقوفها التام إلى جانب قطر ودعمها الكامل لكل الإجراءات التي تتخذها لحفظ سيادتها وأمنها واستقرارها، ومشددة على أن أمن واستقرار دولة قطر جزء لا يتجزأ من أمنها واستقرارها. وأشادت الكويت بتصدي الدفاعات الجوية القطرية للهجوم، مجددة التأكيد على ضرورة وقف العمليات العسكرية في المنطقة.

الموقف الإيراني والعراقي

في المقابل، قال مجلس الأمن القومي الإيراني إن "عملياتنا خالية من أي تهديد أو خطر على الدولة الصديقة والشقيقة قطر وشعبها". وفي العراق، أفادت وكالة "رويترز" بتفعيل الدفاعات الجوية في قاعدة عين الأسد، مع إعلان حالة التأهب القصوى وإصدار أوامر بالذهاب إلى الملاجئ. وكانت واشنطن تتوقع هجومًا إيرانيًا على قواعدها في منطقة الخليج.