دعت الصين، خلال قمة ثلاثية عقدت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إلى إقامة "سوق كبيرة" مشتركة تجمع دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي، وتوسيع الانفتاح، وتسهيل تدفق الموارد والاستثمارات والابتكار.

لي تشيانغ: التنوع فرصة وليس عائقاً

وفي كلمته خلال القمة، شدد رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، على أهمية تحويل الفوارق التنموية بين الدول إلى فرص تكامل وتعاون، وليس إلى عوائق. وأعرب عن رغبة بلاده في تسريع المفاوضات بشأن اتفاقية منطقة التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي، داعياً إلى بناء سوق موحدة تتمتع بحرية أكبر في التجارة وتبادل الموارد والمواهب.

كما أكد لي على تمسك بلاده بنظام التجارة متعددة الأطراف، وعلى رأسه منظمة التجارة العالمية، والعمل من أجل استقرار الأسواق الدولية وتسهيل الاستثمارات العابرة للحدود.

السعودية: نؤمن بشراكة طويلة الأمد

من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، التزام المملكة بتسهيل حركة التجارة وتعزيز البيئة الاستثمارية، مشدداً على أن هذه القمة تمثل امتداداً للتعاون الذي بدأ منذ قمة الرياض عام 2023 بين دول الخليج وآسيان.

وأشار إلى أن السعودية، عبر رؤية 2030، تسعى إلى دعم التحول نحو الطاقة النظيفة، وتعزيز الربط الإقليمي، والاستفادة من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية في تحقيق تكامل أوثق مع دول الآسيان.

كما شدد على التزام المملكة بحل عادل للقضية الفلسطينية، ودعم الجهود الدولية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة في أوكرانيا.

24 تريليون دولار: الناتج المشترك

واعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن القمة الثلاثية تعكس إدراكاً مشتركاً لحجم التحولات الدولية، ولأهمية التكامل الاقتصادي الإقليمي، مؤكداً أن إجمالي الناتج المحلي المشترك لدول الخليج، والآسيان، والصين، يتجاوز 24 تريليون دولار، أي ما يعادل أكثر من 22% من الناتج العالمي.

وأوضح أن هذه الكتلة الاقتصادية تمثل سوقاً تضم أكثر من 2.14 مليار نسمة، مع إمكانات استهلاكية وإنتاجية ضخمة. ولفت إلى أن حجم التجارة بين دول مجلس التعاون وكل من الصين وآسيان بلغ 347 مليار دولار في عام 2023، مع توقعات بأن يصل إلى 500 مليار دولار بحلول 2030.