لندن –عين للانباء

 بعد ساعات من النقاشات الحادة والمشحونة بالعاطفة، أقرّ مجلس العموم البريطاني، مساء الخميس، مشروع قانون يسمح بـ"القتل الرحيم" للبالغين المصابين بمرض عضال، والذين لم يتبق لهم أكثر من ستة أشهر من الحياة.

وصوّت 341 نائبًا لصالح مشروع القانون، مقابل 291 نائبًا عارضوه، ما يمثل تحولًا كبيرًا في النقاش الأخلاقي والتشريعي في بريطانيا بشأن الحق في إنهاء الحياة.

التصويت بحسب القناعة الشخصية

وفي مشهد نادر، سُمح للنواب بالتصويت وفقًا لمعتقداتهم الشخصية، بعيدًا عن التوجيهات الحزبية، مما عكس الطابع الإنساني الحساس لهذا التشريع.

وسينتقل مشروع القانون حاليًا إلى مجلس اللوردات لمزيد من الدراسة والمراجعة، وسط اهتمام شعبي وإعلامي واسع.

قانون يتيح "الخروج الرحيم" بشروط صارمة

ينص مشروع القانون على السماح للمرضى البالغين المصابين بأمراض عضال بـ"الموت بمساعدة الغير"، بشرط موافقة طبيبين مستقلين ولجنة متخصصة من الخبراء، مع التأكيد على أن المريض هو من يقوم بإعطاء المادة المنهية للحياة بنفسه.

وقالت النائبة العمالية كيم ليدبيتر، التي قدّمت مشروع القانون، إن هذا التشريع "يوفّر خيارًا رحيمًا وآمنًا" للذين يواجهون مراحل متقدمة من المرض دون أمل في العلاج.

انقسام شعبي وتظاهرات متضادة

وخارج مبنى البرلمان، تجمّع المئات من المؤيدين والمعارضين للتشريع، حاملين لافتات تعكس مشاعرهم المتباينة، فيما امتلأت قاعة مجلس العموم بنوابٍ اعتبروا النقاش من بين أكثر القضايا إثارة للوجدان في السنوات الأخيرة.

ويخشى معارضو القانون من أن يؤدي إلى استغلال الفئات الضعيفة والمهمشة، بينما يرى المؤيدون أنه يمنح المصابين حرية الاختيار وكرامة الموت.

بريطانيا على خُطى أوروبا

في حال اعتماده بشكل نهائي، ستنضم بريطانيا إلى دول أوروبية مثل بلجيكا وهولندا التي أقرت سابقًا قوانين مماثلة، تتيح الموت الرحيم بشروط قانونية صارمة.